مطالب متصاعدة بإقالة محافظ م/حجة(القيسي)،وثمة اتهام بانه ينفذ وسينفذ مخطط فوضى منظمة في المحافظة، لكن الأمر الغريب، هو طريقة تعامل الرئيس هادي تجاه مطالب الناس تلك، حيث أن الرد الوحيد من القيادة السياسية تمثل بالتجاهل التام لمطالب الناس المتزايدة.
نقول: يفترض أن أي مسؤول(محافظ أو غيره) توجد حوله شبهات أو مشاكل والناس غير راضية عن أدائه، فالأحرى بالرئاسة أن تقيل هذا الرجل، فالبلد مليئة بالكفاءات المحترمة والنزيهة.. لكن لا نجد من الرئيس ورئيس الحكومة غير التجاهل المخيف، والسلبية العجيبة، التي لا تتناسب مع ما يتمناه الناس منهما، هناك من يستدعي مشهد الحرب الأهلية والاقتتال بأي طريقة، ولا يجدون من يردعهم عن أفعالهم التي تتم على مرأى ومسمع من الناس جميعاً، كأنهم (في القيادة) ينتظرون أن تقع كارثة ما في البلد- لا سمح الله- ثم سيتحركون، أي كالعادة: أولياء الأمر في بلدنا يتحركون في الوقت الضائع.
حقاً، لن تتطور اليمن مادام أن أشخاصاً مثل الراعي لازالوا في موقع مسؤول ينهبون و يسرقون ويستغلون مناصبهم في تمرير الفساد في مؤسسات الدولة.. الراعي الذي قال للشعب اليمني مهدداً في فبراير المجيد ٢٠١١م إبان بداية ثورتنا السلمية المباركة ضد نظام الظلم والقهر والاستبداد - الذي كان الراعي أحد أهم أركانه ورجالاته, جملته الشهيرة :(يا شعب اليمن اعقلوا.. اليمن ليست تونس أو مصر)، لكن الشعب أثبت لك يا هذا(أنك أنت عليك أن تعقل وتحسبها صح!).. وأن اليمن بالفعل مثل تونس ومصر في شوق ولهفة للكرامة والحرية والنهوض من مستنقع الخراب والفساد والتخلف الذي أغرقتمونا فيه أنت وسيدك الطاغية وباقي المستنفعين الفاسدين عشرات السنين من عمرنا الضائع.
الحقيقة أن وجود هذه الشخصيات(أمثال الراعي) الملطخة أيديها بدماء وأموال الشعب في مراكز القرار، بوجودها لن ننهض أبداً يا ثوار اليمن.. لن تنهض بلدنا أبداً، ولن تتحقق أهداف ثورتنا التي يعمل الراعي وباقي النظام السابق بكل قوة على عدم تحقيقها، فهم يمثلون الثورة المضادة بكل أشكالها.. ويعملون على قتل الثورة, لأنها قامت ضدهم في الأصل.. فكيف تسلم لهم مناصب هامة في هذا الوقت الحساس والحرج الذي تمر به اليمن بعد الثورة.. الوقت الذي تعمل فيه الثورة المضادة بكل حقد على قتل الثورة؟.. كيف تسلم البلد لمن ثار الشعب ضدهم وضد فسادهم؟.. وكيف يسلم الغنم للذئب ليرعاه؟.. هل لأن الحكومة الحالية حكومة وفاق وحكومة انتقالية بموجب المبادرة الخليجية؟.. هل هذا يعطيها صك غفران ويجعلها فوق المحاسبة، ووزراؤها لا يتم استبدالهم أو إقالتهم أبداً؟.. رغم أن بعضهم أثبتت التجربة فشلهم والبعض الآخر تواطؤه أو سلبيته؟.. هل يعقل أن المبادرة الخليجية أجهزت على ثورتنا, وقامت بمنح حصانة للقتلة (على رأسهم الرئيس السابق وأولاد)؟.. ثم إنها أيضاً أعطت حصانة حتى للحكومة الانتقالية الحالية ووزرائها بكل أخطائهم وتقصيرهم.. حتى أن باسندوة نفسه اعترف انه لا يستطيع تغيير أي وزير أو محاسبته.. ومن جهة أخرى لا يستطيع الشعب ولا يحق له ومحرم عليه إبداء ضجره واعتراضه على عجز وفشل حكومة الوفاق، لماذا ؟، لأن الخليجيين أعطوا حكومة الوفاق صك غفران وحماية وحصانة بحيث لا يقدر أحد أن ينزل أو يغير أو يحاسب وزيراً واحداً منهم.. وتغييب أعداد من شباب الثورة في غياهب الظلم والسجن والقهر!، فهل هناك أبشع من هاتين الجريمتين جريمة؟!.
محطة مأرب الغازية!!.. وما أدراكم ما محطة مأرب الغازية.. بلغت شهرتها الآفاق.. يمكن حتى في العالم كله، من كثرة الضربات وعمليات التخريب التي طالتها، حيث يعتقد أنه تم تحقيق الرقم القياسي في عدد الهجمات التي تلقتها هذه المحطة، لم تنافسها في هذا أي محطة كهرباء في العالم أجمع!.. حبذا لو يتم استدعاء خبراء ومنظمي موسوعة جينيس للأرقام القياسية ليأتوا لليمن.. ويسجلوا هذا الرقم القياسي العالمي الجديد.. ستدخل بلدنا التاريخ بهذا الرقم القياسي!.. يا الهي، ما أشد تعاستنا ومعاناتنا.. محطة مأرب الغازية هي عذابنا وآلامنا كل يوم، وكل ساعة.. كم أريد أن يجيبني أحدكم: هل أنه من العقل والمنطق أن تعتمد بلد كاملة شاسعة وكبيرة المساحة.. مساحتها تقارب الـ(٥٥٠) ألف كيلومتر مربع.. ذات كثافة سكانية هائلة.. (٢٥)مليون إنسان معذب يعيش في هذا البلد.. بلد أكثر مناطقها ومدنها وقراها حارة.. ثم تشغل الكهرباء فيها بواسطة محطة واحدة فقط؟!.. محطة واحدة رئيسية مركزية يجعلونها هي فقط تغذي البلاد بأكملها!!.. هل هذا يعقل يا حكومة الوفاق؟.. تكررون نفس خطايا وأخطاء النظام السابق.. تكررونها بالتفصيل وبالحرف.. ألن يرحمنا احد في هذه البلاد.. من مسؤوليها وولاة أمرها.. الذين تولوا أمورنا وناموا عنا.. وانشغلوا بمصالحهم وطموحاتهم في نهب المزيد من أملاك هذا الشعب التعيس الحظ بمن يحكمه طوال قرون طويلة؟.. ألن يفيق ضمير وزير الكهرباء ويرق قلبه لليمنيين المعذبين بسبب انعدام (وليس انقطاع) الكهرباء في معظم أرجاء وأطراف ونواحي اليمن؟.. عار، وخزي ما يجري لنا، لا توجد دولة محترمة يهان شعبها بهذه الطريقة.. على الرئيس ألا يخدرنا بكثرة الكلام.. يقول ويقول ويقول.. إنه سيفعل ويوجه.. لا نريد كلاماً.. نريد فعلاً فورياً.. كل المحافظات تشتكي من تبعيتها وربطها بكهرباء ومحطة مأرب الغازية، هذه سياسة يا سيادة وزير الكهرباء أثبتت فشلها بجدارة في إدارة وتشغيل الكهرباء.. الحل ليس صعباً، بل هو سهل إن وجدت نية من المسؤولين لإنقاذ هذا الشعب من هذا العذاب والإهانة اليومية..
هاكم الحل الواضح وضوح الشمس والبسيط جداً: أن تقوم الحكومة الآن وفوراً بشراء ثلاث محطات إضافية على الأقل للشعب اليمني وتوضع في خدمة الشعب اليمني إلى جانب محطة مأرب الغازية.. والحمد لله الغاز موجود بكميات هائلة، يشغلون لنا به الكهرباء أخير وأحسن لنا، بدلاً من تصديره ولا ندري أين الأموال التي يباع بها غازنا وثروتنا الغازية، لا يستفيد غير حيتان الفساد من تصدير الغاز للخارج.. إذن نستفيد من ثروتنا الهائلة الغازية في توليد وتشغيل محطات كهرباء أفضل لنا، وهذا ليس صعباً.. ولا هو كثير على أبناء اليمن الذين طوال أعمارهم شباباً وشيبة وهم محرومون من خيرات وثروات ومقدرات بلدهم.. في كل العهود السابقة والحكام الذين مروا على هذه الأرض وهذا البلد السيء الحظ بحكامه.. وإن كانت (الفلوس) لن تكفي لشراء محطات كهرباء محترمة لهذا الشعب المحترم الطيب, فهناك حل عملي فعال؛ حيث نقترح على الرئيس أن يصدر قراراً جمهورياً بالخصم من راتب كل مسؤول ووزير ونائب وقائد عسكري كبير والمدراء والسفراء و(شللهم) الذين يرافقونهم في كل سفرياتهم ورحلاتهم وجيوش أخرى من المسؤولين، سيكتشف الأخ الرئيس, وسيذهل, من أنه وفر لخزينة الدولة ولمشروع شراء محطات كهرباء جديدة مليارات ومليارات ستشتري لنا عشرين محطة كهرباء.. وليس ثلاث فقط .. هذا هو الحل بكل بساطة!.. وإلا فطوفان الشعب قادم.. إن كان رئيس البلاد لا يجرؤ أن يوقف هدر وتبذير أموال الشعب اليمني التي تستنزف كل يوم من عمق مؤسسات الدولة نفسها، بسبب وجود جيوش من النهابين داخل الدولة، في الداخل، وحتى في الخارج عن طريق سفاراتنا هناك، فالفساد هناك أعمق ويحتاج وحده إلى ثورة جديدة.. وعادهم ختموها.. وأرسلوا نجل صالح (احمد علي) ليذهب ويكمل مسلسل تعذيبه لليمنيين، لكن هذه المرة في الخارج، بعد أن عذبهم في الداخل هو وأبوه سنين عجاف، وكأن لسان حال اليمني المغترب ينادي: تركنا لك يا احمد البلد أنت وأبيك.. وطفشنا، لكنك لحقتنا إلى خارج البلاد! وين عادنا نهرب منكم؟!.
لينا صالح
هل من حياة لمن ننادي؟! 1534