ليس عيباً أن يخطئ الإنسان نتيجة لحداثة عهده أو قلة خبرته وتجاربه وضعف بصيرته، لكن العيب أن يصر على ما هو عليه من الخطأ لسان حاله يقول: "حبتي وإلا الديك"..
قليل الخبرة قد يسيء لنفسه نتيجة جهله ويتهم الآخرين بالتآمر عليه, فالجماعات السياسية والأحزاب في طبيعتها مثلها كمثل الإنسان تمر بمراحل مراهقة، ولا تصل إلى سن الرشد إلا بعد عمرٍ طويل، إلا أن بعض المراهقين أذكياء يستفيدون من تجارب غيرهم ممن سبقوهم في الحياة فيرشُدونَ وإن لم يبلغوا سن الرُشد..
وأنا أنصح الإخوة الحوثيين إذا ما أرادوا المشاركة في الحياة السياسية وأرادوا أن يكون لهم دور وطني وفاعل, أن يعملوا بالنصائح التالية:
- أن يكون لديهم مشروع واضح الأهداف والوسائل يلبي آمال الشعب وطموحاته.
- علموا أتباعكم العمل الديمقراطي والقبول بالآخر بدلاً من التعبئة الخاطئة التي جعلتهم يعملون بتوتر شديد.
- ينبغي أن تكونوا أصحاب مشروع مستقل بذاته يعبر عن آرائكم وطموحاتكم بدلاً من التبعية لصالح كي يظهر ذلك حتى في مفردات خطابكم الإعلامي الذي أظهركم كأداة لتنفيذ مخططاته والانتقام له وأظهركم كسذج تعادون من يُعادي وتصادقون من يُصادق فتبنِّيكم لنفس المواقف التي يريدها صالح أظهركم وكأنكم حمقى ومغفلون مرر ما يريده عبركم واستطاع استخدامكم كأداة من أدواته لينتقم بكم من خصومه وأكسبكم عداوات كنتم في غنى عنها لو كنتم تفقهون.
- عيشوا بواقعية واندمجوا مع القوى السياسية في بناء الوطن في ظل نظام ديمقراطي فهوسكم في تهريب السلاح وجمعه جعل المجتمع يخاف منكم, فلم يعرفكم الناس من خلال علمكم أو عملكم الوطني البارز و إنما عرفوكم من خلال الحرب والدمار فرسخ بذهنهم وذاكرتهم أنكم لا تحملون سوى فكر التمرد وفرض الأفكار بالقوة!.
- إن قطعكم للطرقات وتفخيخ جثث الموتى أعطى صورة للمجتمع وكأنكم بلا أخلاق أو قيم إنسانية, فتصرفاتكم أساءت إليكم كثيراً.
- إن فرض أفكاركم بالقوة واقتحامكم للمساجد أظهركم وكأنكم لا تقبلون الآخرين ولا تستطيعون التعايش مع الآخر, فكيف يأمنكم الناس وأنتم كذلك؟.
- عززوا السيادة الوطنية لتثبتوا وطنيتكم بدلاً من الارتماء في أحضان إيران والإتباع الأعمى لها والتورط في خلايا تتجسس على الوطن والشعب، هذا السلوك أظهركم كخونة وعملاء.
- أنتم تعيشون في تخبط واضح, فتارة ثوار وأخرى مع بقايا النظام, وتارة أخرى محاورون وبنفس الوقت أصحاب جرائم اختطاف وتعذيب وكأنكم لا تعرفون ماذا تريدون حتى حيرتم القوى السياسية في كيفية التعامل معكم؟.
- اندمجوا مع الشعب واتركوا التعالي عليه واحتقاره بأنكم أسياده، وأنه ينبغي أن يكون خادماً مطيعاً لكم ويتبرك بكم، هذا النوع من التعالي لا يقبله إنسان يعبد الله بحق، فلن يقبل الإنسان أن يعبد الأصنام البشرية بعد أن أنقذه الله من عبادة الاصنام المصنوعة من الاحجار برسالة سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
- ينبغي أن تتعاملوا مع الشعب كإخوان لكم, فلا ينبغي لأحد أن يكون سيداً على أحد.
- صحيح أنكم مع بشار الأسد من طائفة واحدة وجميعكم يدعي الانتماء لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لكن ما يقوم به بشار من قتل للأطفال والنساء وهدم للمساجد يرفضه كل صاحب خلق سليم وضمير إنساني حي، وتأييدكم له ومناصرتكم له ودعمه لا يليق بمسلم مطلقاً يريد أن يحمل مشروعاً إنسانياً وحضارياً.
- إن بحثكم الحثيث عن غرماء لكم دليل على غباء سياسي وخطأ استراتيجي ينبئ عن حمق كبير.
- احرصوا على دقة المعلومة في وسائلكم الإعلامية وأدائكم الاعلامي لتثبتوا أنكم أصحاب وعي ومدركون ما تقولون, فالمعلومة الخطأ تظهر حجم جهلكم.
هشام عباس
نصيحة للإخوة الحوثيين 1508