التصريح الأخير لحسن نصر الله قلب عليه وعلى حزبه الطاولة ومن ثم الصورة التي ارتسمت له كبطل مقاومة في ذهن أغلب العرب والمسلمين.. هذه الصورة التي صنعها (حزب الله) بالتعاون مع إيران عبر مناوشات هنا وهناك أثناء احتلال جنوب لبنان, علما بأن (حزب الله) رفض دخول أي عنصر سني لبناني أو فلسطين ليشارك في مقاومة الاحتلال طوال تلك الفترة, مخافةً أن يقاسمه أحد تلك البطولات الوهمية ومن العدل القول عدا معركة تموز 2006م التي خاض هذا الحزب مواجهة حقيقية مجبراً لما فرضته قيادة العدو الإسرائيلي حين ذاك
إن الصورة التي صُنعت لهذا الحزب ليس الهدف منها تحرير فلسطين- كما يزعمون- وإلا لما رضي بان يخضع لقرار مجلس الأمن الذي حوله إلى حارس لحدود إسرائيل مع لبنان عقب حرب تموز2006م ليتحول إلى وحش كاسر ضد مواطنيه السنة وجيرانه في سوريا ويشترك بتلك المجازر للأطفال والنساء بكل وحشية وهمجية.
وكذلك التاريخ يؤكد ما أقول: ففي الحروب الصليبية لم يدخل الرافضة أي حرب مع الصليبين للدفاع عن بلاد المسلمين مع كثرة تلك المعارك ولم يسعوا إلى تحرير بيت المقدس التي احتلت من قبلهم برغم اتساع رقعة دولتهم في حينه بل ذهبوا يحملون حقداً وكرهاً لمحرر بيت المقدس صلاح الدين الأيوبي- رحمه الله-.
أقول إن صناعة هذه الصورة البطولية لهذا الحزب, إنما تهدف إلى تسويق مشروع التشيع بين المسلمين, مستغلين عدم وجود رأس "نظام" يحمي المشروع السني عدا حركات هنا وهناك وهذا الطرح يقودنا إلى الإجابة على السؤال , لماذا ضحت ايران بصورة هذا الحزب من خلال زجه بشكل فاضح في الحرب على الشعب السوري؟, أقول إن حسن نصر الله قد أجاب على السؤال من خلال خطابه الانفعالي الأخير والذي عبرت إيحاءات وتعبير وجهه قبل كلماته أنه قد أصابتهم نكبة في مدينة القصير, كما أصابت نظام بشار في باقي سوريا.
فإيران شعرت بقرب هزيمة النظام السوري, فعمدت إلى الحشد الطائفي وبموازنة انفعالية سخيفة رأت ايران أن تمحو صورة (حزب الله)أفضل من أن يمحى النظام السوري وأنا أقول إن الاثنين بإذن الله سيأفل نجمهما المزيف لأن عاقبة الظلم والطغيان الهزيمة والخسران.