إن من أهداف التربية الإسلامية التربوية, تقوية النفس اللوامة التي تنصح وتتقبل النصح وتنقد وتتقبل النقد بدون استعلاء، ومن أهداف التربية الإسلامية إضعاف النفس الأمارة بالسوء، وهذه هي التربية الحقة الناضجة، وهي التي تعود الفرد القدرة على الاعتراف بالخطأ عند حدوثه، لأن هذا التعود هو مراجعة النفس، ويمكننا من اكتشاف الخطأ أولاً بأول، ويساعدنا على إمكانية الاعتذار أو الحذف والإضافة وإصلاح الموقف وهو معنى من معاني (التوبة) حسب مصطلح القرآن..
وأما رفض المراجعة والتراجع والتعصب لما تعودنا عليه من ثقافة وأساليب والتعصب للـ"أنا" فهو مسار إبليس الذي قال :أنا خير منه وباستعلاء، إن التعصب للذات وللمذهب أو للجماعة وإلغاء فهوم الآخرين- إلا إذا جاءت من فرمة معينة أو من اتجاه معين- هو حذف لإمكانية المراجعة والتوبة، ولكن التواضع والمراجعة وإعطاء مساحة للأفكار وعند الخطأ يتم الاعتراف بالخطاء" ربنا ظلمنا أنفسنا", فهذا هو المسار الرحماني، لأنه يفتح الطريق على المراجعة والتوبة، ويعطي مساحة وإمكانية إصلاح الأخطاء، وترميم الثغرات، وهذا يتطلب تنشيط أداة النقد الذاتي، وكذلك نكون قد فتحنا الطريق إلى الحوار العلمي والفكري التجديدي الملبي لمتطلبات المرحلة وما أحوجنا إليه اليوم مع عدم تجاوز القطعيات و ماله دليل قطعي الثبوت والدلالة، وهذا الفهم سيقودنا إلى (فرملة) الصدام، ونزع فتيل ثقافة العنف، وسيقود إلى توليد "الديمقراطية الشوروية"، "فالديمقراطية الشوروية " ليست شعارات ترفع، ولا حلويات توزع ، وهدايا تمنح، بل هي عملية تربوية وفكرية وتجديد في الوسائل الحياتية المستجيبة لحلول مشكلات الحياة.. إن التربية الإسلامية الشاملة هي التي تزرع في العقول التصور الإسلامي الواسع وتقوى النفوس العظيمة اللوامة ، ومن التربية على النقد الذاتي وقبوله بالآخرين والنقد هو آلية مفاتيح التطور والتحكم بالنفس الإنسانية، وإيجاد جو التوازن العقلي والأخلاقي وبوابة لثقافة النقلة والانتقال الي المستقبل المنشود للغد المنشود وهذا ما أمرنا الله به فقال: "يأيها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد"- التوبة.
محمد سيف عبدالله العدينى
التربية على النقد وقبوله من الآخر مفتاح التطور للذات 1478