"من يصلح الملح إذا الملح فسد"
يا رجال الدين يا ملح البلد
من يصلح الملح إذا الملح فسد
إذا فسد العلماء فسد أمر الدنيا والدين, و إذا تصارع العلماء تقاتل المسلمين، وللأسف أقول إن للعلماء دوراً غائباً قبل الأزمة وأثناء الأزمة وبعدها, أو كما تحبون قبل ثورات الربيع العربي وأثنائها وبعدها، لأنهم لا يظهرون إلا بعد فوات الأوان أو في الوقت الحرج ببيانات لا تسمن ولا تغني من جوع أو تزيد الطين بله، فأين كان دور العلماء من توعية الشعوب بحقوقهم وكيفية المطالبة بها حسب شرع الله تعالى قبل أن يأتي الربيع العربي وغضبته؟ وأين دور العلماء من الحاكم؟ ولماذا لم نجد فيهم أمثال سعيد بن جبير الذي وقف للحجاج قبل الأزمة؟ ولماذا لم نجد فيهم أثناء الأزمة من يرشد الناس ويوعيهم بسبل التغيير على الطريقة الإسلامية ويضع الضوابط التي يسير عليها الثائر دون أن يرتكب محرماً أو يخالف شرعاً؟..
علماؤنا غفر الله لهم جعلوا الغاية تبرر الوسيلة، فأباحوا كل شيء في سبيل تغيير الحكام دون تقييد أو ضوابط، فوقعنا في الفوضى، ومن ثار ضد مبارك ثار ضد مرسي ومن خرج على صالح يدعو إلى الخروج على هادي وبنفس الفتاوى وبنفس الأسلوب والأساليب، بل هناك من ثار ضدهم ولم يرع لهم حرمة وكان الأحرى والأجدر أن يضعوا ضوابط للتغيير وخطوط حمراء للثورات.. أين دور العلماء من معارضة تخالف شرع الله تعالى وتستخدم كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة في معارضتها للسلطة وإن ذهب الوطن الجحيم؟، أين دورهم في التقريب بين الفرقاء وإخماد الفتن وإصلاح ذات البين؟.. بل إن بعض العلماء والدعاة يدعون إلى التقارب والتعايش بين المسلمين واليهود الغاصبين والنصارى المعتدين والسنة والشيعة وجميع الأديان ويرفضون التقارب بين أبناء البلد الواحد من أحزاب متفرقة, ويدعون إلى تقاتلهم وتناحرهم.
ومما يؤذي نفوسنا تحزب بعض العلماء وانقسامهم, فقد كنا نسمع بعلماء السلطة والآن أصبح لدينا علماء المعارضة وعلماء مستقلون، وأنا شخصياً ضد تحزب الحاكم والعالم, فإن للحزبية أمراض وعللاً لا يسلم منها حاكم أو عالم, وإن سلموا منها فإن تحزبهم يجرح نفوسنا نحن غير المتحزبين.. فليتهم يسمعون..
انقسموا وكفر بعضهم بعضاً وسب بعضهم بعضاً وحولوا المنابر الدعوية إلى منابر حزبية, وحولوا خطبة الجمعة إلى بيانات سياسية.. تقاطعوا وتدابروا وسب بعضهم بعضاً وسخر بعضهم من بعض, فكيف سيكون حال عامة الناس.
رسائل القراء إلى العلماء والدعاة:
القلم الدامي:
قولي لهم لا يفجعونا مرة ثانية في الجنوب، ويصدروا فتوى بتحليل دمائنا في الجنوب.
عبدالقادر ردمان:
قولي لهم يوقعوا دعاة وخطباء من صدق مش دعاة للحكام.
محمد عمر كداف:
اتقوا الله تعالى ووحدوا صفكم ليتوحد صف الأمة، فأنتم قدوتها،
أتركوا السياسة والتعصب الحزبي، قاربوا بين القلوب وادعوا إلى الائتلاف والعفو والتسامح، وجهوا الشباب بترك الشوارع والإقبال إلى المساجد.
عذبان الحزمي:
قولي لهم أن يتركوا مشاكل الفساد السياسي والاهتمام بالفساد الأخلاقي.. وكفى.
منصور الهلالي:
قولي لهم لهم لقد تركتم مهمتكم الأساسية وهي النصح والإرشاد والإصلاح بين الناس وأغوتكم الدنيا ومناصبها وفضلتم أهواء الكراسي وتركتم الأهم، فسخرتم الدين لتيسير مصالح أحزاب.
ثامر الشامي:
قولي لهم اتقوووا الله.. وسيبوكم من الكلام الطائفي المغلف بكلام الدين.. الرسول صلى الله عليه وسلم عايش كل الناس والأجناس.. اتقوا الله.
أحلام القبيلي
خطايا العلماء و الدعاة 2180