الوحدة اليمنية فريضة شرعية وضرورة وطنية، فريضة شرعية لقوله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" ولأن الشعب اليمني شعب واحد ديانته الإسلام ولغته العربية وينتمي إلى أمته العربية والإسلامية والوحدة اليمنية ضرورة وطنية لأن اليمنيين جربوا التشطير والتمزق ولم يجنوا منه سوى الدمار والخراب والقتل والتشريد وإهدار الطاقات والإمكانيات على حساب رقيهم وتقدمهم.
الوحدة اليمنية هي الشعلة المضيئة في حياة الأمة العربية التي أضاءت سماء العرب بعد انكسارات متواصلة وهزائم متتالية.
ووحدتنا هي قناعة شعب وغاية أمة لا تمزقها أهواء الساسة ولا رغباتهم ونزاتهم. فمتى ما أخذتهم نشوة الوطنية والتأثير النفسي والسلوكي بالانتماء للوطن سارعوا نحو الوحدة وهللوا لها وكبروا ومتى ما تأثروا سلباً بالصراعات السياسية والحزبية وفقدوا مصالحهم ومكانتهم المجتمعية سارعوا وبنفس الوتيرة نحو التمزق والتشرذم وفك الارتباط وكأن اليمنين قطيع من الغنم يساقوا حيثما يشاء الساسة لا حول ولهم ولا قوة، وللأسف الشديد أن هناك من البلهاء يساقوا وراء الساسة كقطيع الغنم لا يفقهون ولا يعقلون ولا يقرأون التاريخ ويتأملوا في صفحاته.
وعصر التوحد بالقوة والدماء والأشلاء قد ولت إلى غير رجعة، فقوة الأمة بلملمة جراحاتها والدم والقتل لن يزيد من قوتها شيئاً بل إن تلك الأعمال والأفعال تزيد من بؤر التوتر والاحتقان وتساعد كثيراً على التمزق والشتات ولم تعد هذه الكلمة مجدية في القرن الواحد والعشرين ولقد دفع اليمنيون سيلاً من الدماء وأزهقت عشرات الآلف من الأرواح الطاهرة تحت مسمى الحفاظ على الوحدة الوطنية والسعي نحو تحقيقها.
وأهدرت طاقات الأمة ومواردها وتسبب الساسة في إهدار كرامة اليمنيين وبسياستهم الحمقاء أعاقوا عجلة البناء والتنمية في الوقت الذي يعمل آخرون ليلاً ونهاراً في سياق مع الزمن على صناعة مستقبل زاهر لأوطانهم وشعوبهم وبمناسبة العيد 23 للوحدة اليمنية نقول إنه حان الوقت لإعادة صياغة وحدة الوطن على أسس وقيم جديدة يسودها العدل والإنصاف والمواطنة المتساوية وصياغة عقد جديد يشعر اليمنيون في ربوع الوطن أن هذا العقد يعنيهم يجمع ولا يفرق يوحد ولا يشتت.
لنصنع اليمن الجديد يمن البناء والتطور والرقي.
نور الدين اليامي
وحدتنا قناعة شعب لا دماء ولا أهواء 1666