" ولبنلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات , وبشر الصابرين "البقرة 155
الابتلاء سنة الله الأزلية في خلقه منذ بدء الخليقة, والصبر مطلوب متعبد الإنسان به لربه, وهو محمود العاقبة في النفس والرزق وبلوغ الأهداف, بل هو نصف الإيمان, فعيشنا سراء وضراء, شكر وصبر, ولا ثالث سوى الكفر والعياذ بالله!
واليمانيون في هذه الأيام متعبدون بضراء مدلهمة, اجتمع عليهم جوع وخوف ونقص في الأموال والأنفس والثمرات..
فهو موسم عسير من اختبار بالضراء, ولا يجتازه بنجاح سوى من امتلك مخزون صبر كاف يثبت به أمام أعاصير مكر شياطين الأنس والجن, والتي تضرب إيمانه وتهز يقينه وتكاد تقتلع إسلامه!
فكم من عبارات سخط وغضب نسمعها في هذه الأيام من البعض تقشعر لوقعها الأبدان!
اتهام للرب جل وعلا في حكمته وعدله ولطفه..
معانٍ نضحت بها الألسن تنبئ عن سوء فهم لحكمة الله في تنزل أقداره, وتنوع أيامه, وتنبئ بعظم ثقل هذه المصائب على الناس!
ضاقت الحال بالناس حتى استوحشوا من باريهم, وشعروا ببعد أسباب السماء وتقطعها عن الأرض!
ألا لعنة الله على الظالمين , الذين صاروا مردة إبليس, مهمتهم تبغيضّ الله لخلقه, ويشككون الناس في واسع رحمته جل وعلا.. يفتنون الناس في دينهم و يقينهم وإيمانهم!!
ضيقوا عيش الناس حتى ضاقت مذاهبهم وذهبت بهم أفكارهم لمناطق خطرة ومهالك سترديهم وتودي بهم لقعر جهنم!
الله لطيف بعباده
ثقوا بذلك , حتى محنه جل وعلا هي مدارج للترقي في مسالك مرضاته سبحانه.
فهو من لطفه بنا يمحصنا , يعرضنا للهب المحنة ليخلصنا من شوائب النفس الأمارة بالسوء , ولكي نكتشف عيوب هذه النفس فنبادرها بالعلاج والتوبة , وكي نتأمل فيما حولنا , لندرك مكمن الخلل ونصلحه قبل أن تحل علينا غضبة من الله ونحن في غفلة أو تحل ساعة الموت ونرحل دون أن نتطهر من ذنوبنا فتستقبلنا جهنم لتطهرنا , فالجنة سقفها عرش الرحمن ولا يسكنها سوى المطهرون من الذنوب والمعاصي الذين تقول لهم الملائكة : سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين..
نحن اليمانيون أهل الحكمة والإيمان , فلنري الله منا خيرا ,ولنغمر قلوبنا بشعور الامتنان لله اللطيف الخبير في هذه المحن العصيبة ونستشعر بأنا نتطهر..وهيا لنداوي هذه البلاد من عطبها بالإكثار من الاستغفار, فلنطعم ولنلبس من حلال , ولنتورع عن انتهاك حدوده جل وعلا..
بعدها سيقف كل واحد منا في مقام الصلاة وهو تائب من ذنوبه, فإن رفعنا أيدينا بالدعاء لليمن بأن تنجو من هذه المحنة وهذه الفتن , ستتفتح لنا أبواب السماء و سيستجاب لنا , وسننجو , وسيهلك الله الظالمين وستنجو اليمن الحبيبة!
نبيلة الوليدي
موسم امتحان عسير!! 1500