هناك في الماضي البعيد تشكل الحلم حقاً كانت الرؤية ضبابية ويشوبها الكثير من التشويش ولكنه كان يقبع في العمق هناك, حيث لا وجود للحياة التي الفناها وفي حشايا الفؤاد نما وتبلور معها سؤال شكسبير الشهير أكون أو لا أكون هذه هي المشكلة ومع مرور الأيام ازدادت ضبابية الرؤية وفقد ذلك الطفل حلمه تسألنا ترى أين غيب الحلم ولماذا وهل كان بالإمكان أن لا يغيب..
العجيب أننا لم نجد الإجابة على سؤالنا ليس لعجز من حولنا على الإجابة بل, لكوننا نعرف الإجابة وغرقنا في دوامة الحياة عبر محطات متنوعة, فأبحرنا عبر أحلام الآخرين لنفجأ أننا نرسو على أرض غير أرضنا حاولنا الفرار فتقوقعنا على أنفسنا في أروقة الذات وتحولنا دون أن ندرك إلى آلة تجيد جلد الذات وتضيع الوقت والبكاء على الأطلال حاولنا أن نجد أنفسنا عبر ثنايا الواقع المكبوت, فلفحتنا حرارة الكبت وأدركنا أننا نحتاج إلى ثورة غير أنها ثورة تبدأ من الداخل هنالك, حيث تقبع الرؤية الضبابية ليعود إلى الحلم صفائه..
ياقوت العواضي
الرؤية الضبابية 1475