في بيئة اليمن الذي يملك المقومات الطبيعية للسياحة شهد النشاط السياحي فيه تراجعاً مُخيفاً خلال العقد الأخير مُتجها بمؤشرات تنازلية صوب اللا نشاط سياحي وكان ذلك الواقع نتيجة لأسباب وعوامل عدة أبرزها: إدارية, وأمنية.
ونحن على مقربة من موعد انتخابات الاتحاد اليمني لوكالات السياحة ـ أحد أهم الجهات الإدارية والنقابية للنشاط السياحي والذي يُعني بوكالات القطاع الخاص حيث تمثل كُل النشاط السياحي في اليمن ـ .. هذا الموعد يعيد إلى الأذهان تلك الصورة الذهنية لاتحاد ظل طوال ...مرتبطاً بشخص رئيسه ومُكبلاً بمركزية شديدة لم تنفك حتى بعد تفكك نظام حُكم رئيس هذا الاتحاد.
والمعروف أن رئيس اتحاد السياحة وبعد ثورة اليمنيين مدنيين وعسكريين تم إبعاده من أركان حرب الأمن المركزي وما تزال القضايا المرفوعة ضده نتيجة لإخلاله بذلك المنصب وتوظيفه الخاطئ منظورة أمام القضاء ..ما يهم أن العسكريين تحرروا وبقي المدنيين إلى يومنا في الاتحاد اليمني لوكالات السياحة رغم أنهم كانوا أكثر تهميشاً وأكثر تضرراً من رئاسة اتحاد مشغول واصل وليس على الوكالات المنضوية في الاتحاد سوى توريد اشتراكاتها للحساب الذي ليس لأي من رؤساء قطاعات: الحج والعمرة أو النقل, والسياحة والسفر ,أدنى صلاحية تُذكر ومن شواهد ذلك التي يعرفها الجميع أنه حتى علب الماء في الاجتماع السنوي للاتحاد لم يتم اعتمادها للاجتماع السنوي إلا عندما أُصيب أحد أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد بشرغة في العام 2010م ـ ثورة ماء سبقت ثورة الشعب بعام واحد؟ ـ كادت تودي به إلى الموت في اجتماع حضره الفندم؟ ـ رئيس الاتحاد ـ هول ما حدث وإحساس الجميع بخطورة عدم توفر الماء عند الاجتماعات وأن ما حدث لزميلهم يومها قد يحدث لهم في اجتماعات قادمة ذلك الحدث دفع بالجميع للتحرر من الظمأ.... سنوات ومطالبة رئيس الاتحاد باعتماد حق علب الماء بعدد الأعضاء؟ فكان لهم التوجيه من رئيس الاتحاد لأحد الموظفين بأن يكون مسئولاً عن توفير الماء في الاجتماعات لكن ذلك الموظف الذي تشرف يومها بثقة رئيس الاتحاد قدم حق الماء من مرتباته واستدان من بقالات.. ولم يتم حسابه حتى اليوم ـ حسب تأكيده ـ وقدم طلبات لرئيس الاتحاد بمحاسبته ولم يتحقق له ذلك مع أنها لم تُصرف له أي عُهدة منذ تحمل مسئولية شراء الماء.
أما المشاريع المهنية المرتبطة بتخصص الوكالات والتي من شأنها خدمة وكالات هذا القطاع أو ذاك وتحقيق ما تحققه النقابات والاتحادات لأعضائها ومن اشتراكاتها التي بلغت مئات الملايين لكُل قِطاع من قِطاعات الاتحاد ولم يتحقق للاتحاد حتى شراء مبنى كمقر مستقل للاتحاد رُغم المقترحات والمطالبات المتكررة ,كما أن الواقع وما لمسه الجميع هو تراجع دور الاتحاد إزاء المهنية والتخصصية واعتماد معايير أحيانا غير تلك النظرية للعمل في هذا القطاع أو ذاك ومنح عضوية الاتحاد ..وأي مشاكل طارئة تواجه الوكالات الأعضاء في هذا القطاع أو ذاك يصعب التعامل معها ويتم التعامل مع بعضها بجهود شخصية وطوعية ..وكأن صعوبات ومشاكل الأعضاء ليست من مهام الاتحاد ـ حسب تأكيد عدد من الأعضاء ـ ,وظلت الحُجة دوماً مع أي مشروع أو خطط, أو مشاكل ولأي قِطاع: رصيدكم بالبنك والفِندم مشغول طوال سنوات.
واليوم وبعد كُل المعاناة والمركزية والاستبداد يبرز من جديد الرئيس السابق للاتحاد في مُقدمة المرشحين للفترة القادمة لرئاسة الاتحاد, فهل وصلت الجُرأة والاستهانة بعقول الناس(أصحاب الوكالات) لهذا الحد؟؟ وهل من لم يحقق للاتحاد وأعضاءه شيئاً يوم كان حاكماً ونافذاً ومتسلطاً قادر اليوم على تحقيق ما لم يحققه من قبل وحال بينهم وبين مشاريع ضرورية لنشاطهم نتيجة حصرية ومركزية التصرف باشتراكاتهم له وعليه فقط؟...أم أنه دأب أُسرة فقدت توريث الحُكم وكرمها اليمنيون بحُرية النشاط والحياة وبعدم الملاحقة والمسألة عن فساد ومظالم 33عاما, فتتجه لاستغلال ذلك الكرم بالبحث عن مفاصل النخر في البلاد والانتقام من اليمنيين وتأكيد بقائهم في كُل مفاصل البلاد: أحزاب, مؤسسات الدولة, مؤسسات الإعلام ,مُنظمات المُجتمع المدني, و..؟.
والغريب أن غالبية أصحاب الوكالات التي يضمها الاتحاد اليمني للسياحة كان دافعها في السابق من ترشيح/ يحيى صالح رئيساً للاتحاد هو التقرب من أحد أفراد العائلة الحاكمة الذي توجد له استثمارات بنفس مجالهم علهم بذلك يظفرون بغنيمة أو حماية ..فكانوا هُم الغنيمة, وصار هو مصدر خوفهم لا حمايتهم وحال دون تنفيذ أي مشروع أو خُطة ,ودون أي خدمات فعلية لأنشطتهم, ولا توسع ولا تطور لا في أساليب ولا مضامين الخدمة, وكانت الأنشطة السياحية طوال الماضي من أكثر الأنشطة الاقتصادية ركوداً وجموداً كنتيجة طبيعية لإدارة مركزية لا تعمل ولا تشجع من يعمل بل وتقيد من يريد إيجاد نشاط فعلي وهام أو التحديث والتطوير .. فأي توعية أو ترويج سياحي منظم قام به الاتحاد وأي وكالات فعلية ونشطة مهنية بقيت فاعلة وقوية؟ و..؟ بل أن المسئول على الاتحاد يعتبره الكثيرون من الأطراف المسئولة عن تشويه سمعة اليمن وتنفير السياح العرب والأجانب من اليمن باختلاق وافتعال أحداث إرهابية وتخريبية بُغية الحصول على الدعم المادي الأمريكي والأوروبي وابتزاز دول أخرى لصالح أشخاص غير أبهين بالوطن ولا بمصالحه ولا تطوره أو استقراره؟. وكُل هذه الحقائق عرفها اليمنيون جميعا ولم تعد خفية كما يبدوا سوى على بعض أعضاء الاتحاد اليمني للسياحة.
واليوم وفي ظل يمن جديد الرأس والجسد, الشكل وغالبية المضمون, في وطن خرج عن دائرة الصمت والامتهان ..هل ما يزال أعضاء الاتحاد اليمني لوكالات السياحة تواقون لمزيد من العسكرة؟ وفي أمنية حبة ماء على طاولة اجتماع؟ وبتوريد اشتراكات فقط وليس من حقهم الاستفادة منها بمشروع يخدمهم وأنشطتهم جمعاء؟ فأيها العابرون على سكك الحديد وباصات التوليفة, لن تفقدوا الجر الأسود ,ولا فنادق ومطاعم وخدمات السياحة في دُبي أو بيروت.. ولعلكم أن أمنتم بما أمن به موسى ستتجاوزون البحر لتستقرون في شواطئ طالما حلمتم بها تنسجون فيها أحلامكم واقعاً وتخدمون أنفسكم ووطنكم.؟ أم أنكم تريدون مزيداً من الركود وصولاً إلى القضاء على نشاط اقتصادي هو من أهم الأنشطة المساهمة في تحقيق التنمية الوطنية وتوفير فرص العمل أن وجدت إدارة مختصة مهنية ومسئولة تعيد لهذا النشاط عافيته وتحقق دوره الفعلي في التنمية.
ماجد البكالي
إلى اتحاد وكالات السياحة!! 1728