بصراحة هذا هو الحل الوحيد لمشكلة التوريث وتولية الأقارب التي أصبحت مشكلة تؤرق الكثير (رئيس مقطوع من شجرة لا يشغلنا ولا نشغله), لعدة أسباب, منها:
لأننا أناس متطرفون, حكاماً ومحكومين.
الحكام والمسئولون يريدون أن يستحوذوا عل كل شيء ولا يطبقون من الدين" الأقربون أولى بالمعروف".. والشعب يريد أن يكون ابن الحاكم مجرد "هبيله" لا منه ولا عليه, لا يتكلم ولا يتعلم, لا يتوظف ولا يحظى بأي ميزة مهما كان متميزاً ومهما قدم للوطن.
رئيس مقطوع من شجرة هو الحل الوحيد, فمن المستحيل أن تجد إنساناً أياً كان لا يحابي أهله وأقاربه وأصحابه ومعارفه.. أتحداكم, حتى أولئك الذين ملأوا الدنيا ضجيجاً بانتقاداتهم لهذا الفعل المشين, اقتربوا منهم ستجدون أنهم في مدارسهم الخاصة ومستشفياتهم الأهلية ومؤسساتهم التجارية ووزارتهم ومناصبهم الحكومية لا يراعون الكفاءة, ولكن (الأقربون أولى بالمعروف), الأقربون حزبياً طبعاً.. فالكل يحابي ويستغل منصبه ووظيفته والفرق الوحيد أن البعض يستحي من إظهار وإشهار ومعرفة ذلك, والبعض الآخر يجهر ويعلن ولا يستحي , حتى أنا أحابي وأجامل أصحابي وأقاربي في مقالاتي وأحشرهم في الكلام بدون داعي, وأقول: قالت جدتي, قالت صديقتي..
واذكر أن مدرستنا في الابتدائية كانت تأتي بابنها الصغير إلى المدرسة وتولي رعايته إلى بعض الطالبات اللاتي كنا نراهن محظوظات وننظر إليهن بعين الحسد والغبطة, وكنا نتنافس على إرضائه ونمطره بالبسكويت والشكولاته علنا نحظى بابتسامه من المعلمة.
تهمة التوريث ومحاباة الأقارب وتوليتهم تهمة قديمة لم يسلم منها الصحابي الجليل/ عثمان بن عفان, وأنا شخصياً أكره هذا الأمر كرهاً شديداً على جميع المستويات: الرئاسة والمشيخة والإدارة وحتى منصب عقال الحارة.. لكن البعض يحابي في هذه المسألة, فيرى تولية البعض لأقاربهم جريمة وطنية وكارثة إنسانية, بينما يعد تولية البعض الآخر لأقاربه من باب صلة الرحم والبحث عن مصلحة الوطن, لأنه أكيد ابن الوز عوام.
دورك يا جلال:
طبعاً خلصنا من احمد علي, نجل الرئيس السابق, والآن جاء دور جلال هادي.. هكذا وبدون مقدمات وبدون أسباب سوى أن أباه تولى الرئاسة فبدأ نجمه يسطع, وبدأ البعض يضعه في دائرة الضوء(جلال راح جلال جاء, جلال أكل جلال شرب, جلال اختطفوه جلال أفرجوا عنه.. الرئيس هادي عين أصدقاء ابنه جلال على حساب قيادات عسكرية مخضرمة.. جلال يعين ويقيل ويوجه ويصدر أحكاماً وأوامر)..
هؤلاء الأغبياء هم من يعطون أولئك الأشخاص مكانة خاصة ويلفتون إليهم الأنظار بأفعالهم تلك
ويكررون كلاماً تتبرمج عليه العقول وينطبع في الأذهان وقد يصبح حقيقة.. وعلى الرئيس/ عبدربه هادي أن يتجنب الوقوع في نفس أخطاء الأنظمة التي سقطت, فالشعوب لن تلدغ مرتين.
أحلام القبيلي
الشعب يريد رئيس مقطوع من شجرة 1917