جماعة عجيبة غريبة تتكئ على شعارات مزيفة وهمية يرافقها عبارات رنانة، كثيرة الأقنعة متنوعة الوجوه سريعة الغدر والخداع، لا تميز بين الطفل والشيخ والمرأة، تزرع الألغام تنهب الممتلكات تشرد الصغير والكبير تحتل المدارس والمساجد وتقطع الطريق وتحفر الخنادق والمتارس وتنصب النقاط تسيطر على المدن والقرى وتولي عليها قائد،
أهلكوا جيشنا وأهانوا مؤسستنا العسكرية وقتلوا جنودنا في حروب عبثية عبثيه عبثية، أنتجوا المخيمات والنازحين والمشردين والمهجرين والجرحى والمعاقين والإلف الضحايا،أحرقوا الأخضر واليابس،
هبوا إلى التغيير ببضعة أشخاص نصبوا خيامهم في ساحة التغيير، فكانت مقر الحقد والكراهية وتصدير الفتن والشائعات وتشويه التغيير بوسائل متعددة، هدفهم الترويج لمشروعهم الذي لا يؤمن بالتعايش السلمي، هجوم على لجنة النظام واعتداء على المنصة وشحن الشباب الطيب بالحقد والكراهية ضد فئات ثورية واستغلال القلوب النظيفة استغلال سيئ وخبيث.
في الساحة المقابلة كانت حينها ساحة أنصار الشرعية الدستورية، توجه بعض قادتهم الذين عشقوا الحروب وأدمنوا على الدماء لعقد صفقات والتآمر على الثورة واستلام الأسلحة والأموال ومعدات كلها ملك الدولة والشعب، الميليشيات تتوزع بين حجة والجوف وتقترب من عمران بعد إن التهمت مدينة المدينة وخلفت عشرات القتلى والجرحى خلال يومين، وفر أكثر من عشرة إلف أسرة واعتقلوا العديد من المدنيين ناهيك على الرعب والخوف والدمار والنهب والسلب، وقتها كان الشعب منهمك بالثورة والتخلص من النظام الفاسد، والأنظار والإعلام منشغلين بمجزرة الكرامة والشخصيات التي تنظم لسفينة التغيير، يستلمون المساعدات التي تصرفها المنظمات الدولية للنازحين والمهجرين الذين تكتظ بهم شوارع العاصمة، أخذوا كل مرافق الدولة بكامل محتوياتها صادروا وظائف الموطنين مزارعهم منازلهم وكل ما هو جميل،
الجميع يدعوهم ويطالبهم بتأسيس حزب وهم خمسة أحزاب وأكثر، مشاركون في حكومة المبادرة على حد قولهم، شركاء في مؤتمر الحوار الوطني الذي أعطاهم أكثر من حجمهم، حليف حنون للفلول و الجماعات المسلحة في الجنوب، غير مقتنعين بقرارات رئيس الجمهورية، يدعمون بإخلاص أي أعمال تخريبه تحريضية تفشل الحكومة والرئيس.
في سوريا يذبح من يطالب بالحرية ويدعو إلى التغيير بطريقة لا ترضي الله ولا ورسوله، وفي صنعاء صباحاً تخرج مسيرة تدعم وتؤيد السفاح العلوي النصيري الطاغية بشار، في المساء تخرج مسيرة ثانية تهتف، الشعب يريد إسقاط النظام، إعلامهم مجتهد في الحملات المسيئة لتشويه أحزاب وشخصيات ثورية، وتلعن حكومة الوفاق ليلاً ونهار التي عززت شرعيتهم واستمرت باعتماد الميزانية والوظائف كل ما يمنح لأي محافظة تحت سيطرة الدولة يمنح لتلك المحافظة التي يسيطر عليها أصحاب الله، جميع الجهات تتعامل معهم مثل غيرهم بل أفضل من ذلك.
في الليل اشتباكات في كتاف ودباباتهم تحاصر قرية يتواجد فيها شخص حاول طمس شعار الموت من جدار منزلة، وألغامهم تتفجر في كشر وعاهم ومستبى وزحف باتجاه ميدي،
والعشرات من المواطنين مقيمين في سجونهم السيئة، في العطلة الرسمية المساجد تكون العناوين الرئيسية للمواقع والصحف الإخبارية،
طبع وتعليق ونشر الشعار على أكبر مساحة من الوطن هو انجازهم الوحيد الذي يتفاخرون فيه، أكثر من خمسين الف شهادة وفاة أخذت من مصلحة الأحوال المدنية وكل وثائق الهوية بحوزتهم للتزوير والتضليل، تجنيد الأطفال وأقامت المعسكرات واستيراد سفن متر وسه بالأسلحة الفتاكة، وإدخال الأجهزة الحديث للمراقبة والتنصت والتشويش والاستعانة بمدربين من الخارج وخليات للتجسس والسفر إلى بيروت وطهران، وإعمال كثيرة لا ترضي الله ولا رسوله، ويهتفون الشعب يريد إسقاط النظام في مرحله لا نملك فيه نظاماً أصلاً.
منشوراتهم وملازمهم تقول إنهم فرع الله في الأرض وأولياه الصالحين في هذه الدنيا، لكن الشريعة الإسلامية ليس مصدر التشريعات وهذا المادة مرفوضة جملتنا وتفصيلا، نطالب بدولة مدنية حديثة لكن الله خلقني لخدمة وهو من نسل وحسب ومكانه مرموقة وموديل حديث.
لست مدافع عن الحكومة أو عن فئة أو جماعة ولكنني أتعجب على هذا الخليط، والضحك على الذقون والاستخفاف بالعقول، في زمن الربيع العربي والتكنولوجيا والتطور العالمي.
رحم الله الجنود والضباط والأبرياء الذين قضوا نحبهم بتلك الحروب العبثية الوهمية التي استنزفت الوطن والمواطن.
فاروق الشعراني
ثوار في صنعاء وشبيحة في دمشق 1471