أينما وليت وجهك في هذا الوطن تجد أبناءها أمامك، فلا يكاد يخلو مرفق من المرافق دون وجود ممثل لها فيه..
صحيح أنها اشتهرت في "صناعة الحلويات" ولكن مالا يدركه الكثير من الناس هو أن هذه المديرية مترامية الأطراف، تتكون من أربعة وعشرين مركزاً انتخابياً وصناع الحلويات كلهم من مركز واحد تقريباً.. يقدر تعداد سكانها حالياً بما يقارب المائة والخمسين ألف نسمة وضعف هذا الرقم قد أصبحوا من سكان المدن.
أبناؤها يتميزون بالتنوع الفكري وبدينا وبديناميكية قلما تجدها عند غيرهم، تكاد تكون هذه المديرية منبعاً للعلم في شتى مناحيها.. فتجدها في الطب تتصدر هذه المهنة وبجدارة، وفي التعليم كذلك وفي الصيدلة وتجارة الأدوية.. بالإضافة إلى جميع التخصصات التي يحتاجها الوطن تجدهم فيها يتميزون ولكن ليس بنفس الدرجة التي في المهن السابقة أو بالأحرى ليسوا بكثرة.
باختصار هذه المديرية تستحق وبكل جدارة اسم "مديرية اليمن".. وعلى كل حال كل الذي ذكرناه سابقاً لم يشفع لهذه المديرية العظيمة بأن يكون على قمة سلمها الإداري أحد أبنائها المخلصين، فقد وقف محافظ المحافظة (المجيدي) ونائبه (ماطر) حجرة عثرة أمام تنفيذ قرار وزير الإدارة المحلية بتعيين الأخ/محمد علي ناجي القباطي مديراً عاماً للمديرية ولعبا دوراً في غاية اللا مسؤولية، فالمحافظ يحيل الموضوع إلى النائب والنائب يحيله إلى المحافظ، وهكذا.. ما استدعى أبناء المديرية التوجه إليهما لمعرفة أسباب عدم تنفيذ هذا القرار، وهناك تفاجأ أكثر من ثلاثين شيخاً من وجهاء المديرية، تفاجأوا بنائب المحافظ وهو يشمت بالمدير المعين ويسخر فيه ويقلل من شأنه أمام الجميع، قائلاً في إحدى تعليقاته (ألم تجدوا شخصاً آخر غيره.. هذا شخص مرفس الله يعينكم عليه).. فبالله عليكم من أعطاه الحق حتى يختار لنا الشخص الذي يريده هو وبأي حق يتحدث بتلك اللهجة الغير مسؤولة أمام وجهاء ومشائخ المديرية؟ وماذا يريد أن يقول؟ هل نحن قصر وهو بدوره يمارس الوصاية علينا؟.
فإذا كان هذا هو ما يريده محافظ لحج ونائبه فأقول لهما:
أولاً: أن تراعيا حق الجوار بيننا، فنحن أهل ولا داعي لهذه الطريقة في التعامل مع أبناء القبيطة.
ثانياً: لستم من يحدد من يصلح ومن لا يصلح للقبيطة، فهذا الأمر أتركاه لأبنائها وهم أكفاء وأنتما تعلمان ذلك جيداً.
ثالثاً: لا داعي لاجترار الماضي وجر أبناء القبيطة إلى صراعات قد تجاوزوها منذ عقود.
أخيراً: أقدم شكري وامتناني وتضامني مع الأخ/أحمد علي ناجي القباطي، لما أبداه من عقلانية في تقبل تلك المواقف وعدم إثارته للنعرات القبلية وهو يحسب له وللتذكير فقط، لا يوجد مكتب من مكاتب العموم في محافظة لحج بيد أبناء المديرية وما خفي كان أعظم.