يقول الحق تبارك وتعالى:" يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى"، وقال تعالى:" ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب".. فالقصاص يمنع الإنسان من الشر والبغي, وتطبيق القصاص يقيم العدل والأمن بين الناس، والتهاون في تطبيق القصاص أو تأخيره يجر الناس إلى هاوية سحيقة ويجعل الحياة البشرية كالغابة تماماً، وهذا هو الحاصل في مجتمعنا اليمني، حيث تقام الحدود على الضعفاء ويعفى منها الأقوياء والأغنياء والوجهاء..
وإلى جانب تعطيل الحدود تأخير العقوبة, فيُمد في عمر القضايا سنوات طوال حتى يلجأ المظلوم إلى أخذ حقه بيده، ويفتح باب الثارات الذي لا يغلق.. فبالأمس القريب اغتصبت الطفلة مرام ذات الثمانية أعوام بعد اغتصابها من قبل شياطين تم إلقاء القبض عليهم مؤخراً.. ولم يتم تنفيذ حكم الله فيهم وغيرها كثير.. ولا ندري ما الذي يحدث خلف كواليس النيابة والقضاء..
واليوم يقتل شابان بريئان في شوارع العاصمة على يد مرافقي مشايخ والمشيخة منهم براء, لمجرد أنهما تجاوزا بسيارتهما موكب الزفاف العفن.. ولكن هل ستنتهي إلى هنا القصة المؤلمة, أم أنها ستكون باباً من أبواب الشر إذا لم يتم الفصل فيها وتطبيق حكم الله في القتلة؟.
ومما يحز في نفسي ويحرق الدماء في عروقي أن تعرض قنوات التلفزة مجرمين وقطاع طرق وقتلة وتقوم بالتمويه والتشويش على صورهم.. لماذا؟.. لا أدري.. هل احترام لمشاعرهم, أم تقدير لدورهم البطولي والنضالي؟.
هؤلاء يا سادة يا غير كرام يجب أن يشهر بهم, هؤلاء يجب أن يشهد عذابهم وخزيهم وعارهم كل المشاهدين.
يقول الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه في تفسير قوله تعالى "وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين":( إن الحق سبحانه لا يريد للذنوب أن تنتشر ولذلك حض على أن يرى المؤمنون من ارتكب الجرم لحظة العقاب, لأن في ذلك تحذيراً من ارتكاب الجرم وحداً من وقوع الجرائم).
ويقول الشيخ الشعراوي لكم أيها القضاة:( يجب ألا تطول الفترة بين تنفيذ العقوبة ووقت وقوع الجريمة, فنحن نعلم أن النفس البشرية بنت المشهد, فحين يقتل شخص وتمر سنوات على قضيته ثم يصدر الحكم بإعدامه تنسى الناس لذعة القتل الأول وتعطف على القاتل.. ولذلك أقول إن من دواعي استمرار الجرائم إبطاء المحاكمة).
هل فهمتم يا قضاة الغفلة, يا من تماطلون في القضايا حتى تميعوها وتضيعوها؟!.. لا غفر الله لكم.
أحلام القبيلي
القصاص, القصاص 2058