ليلة أمس الأول الجمعة المجموعات الميدانية المنبثقة من فرق مؤتمر الحوار عادت من محافظة حضرموت بعد زيارة ميدانية استمرت أربعة أيام، ومن هذه المجموعات مجموعة أسس بناء الجيش التي أنا أحد أعضائها ومقررها، والحقيقة أننا وجدنا محافظة حضرموت مثلها مثل معظم محافظات الجمهورية تشكو من ترهل الأمن وسلبية تعامله مع الأحداث وكذلك القوات المسلحة نظراً لشح الإمكانات وقلة التسليح ورداءة نوعيته وقدمها، والمعاناة التي يعيشها الأفراد دون أن يلتفت لهم أحد، وانعدام الثقة بين المواطن ورجل الأمن، مما نتج عن ذلك سلبية المواطن وعدم تعاونه مع الأجهزة الأمنية لعدم ثقته بحمايتها له، بالإضافة إلى ما تشكوه المحافظة من المركزية الشديدة في المخصصات المعتمدة للمحافظة في موازنة الدولة، والمواطن يشكو من السلطة المحلية وكل الإدارات الحكومية فهو يشكو من الفساد المستشري في كل مرافق الدولة وعدم تغيير الفاسدين، منذ قيام الثورة السلمية حتى اليوم ماعدا إدارة عامة واحدة كما يقولون، ويطالبون بتغيير الفاسدين لا تدويرهم..
المسئولون الأمنيون يحذرون من سقوط بعض المديريات بيد العناصر الإرهابية كما حصل من قبل في أبين إذا لم تستدرك الحكومة ذلك.
قمت بجولة ميدانية لبعض أسواق المدينة ومعي الإخوان اللواء حاتم أبو حاتم وعلي بن شطيف والأخت الخنساء عبدالرحمن وكنا جميعاً بمعية الأخ عوض حاتم عضو مجموعتنا وهو أيضا وكيل للمحافظة ولم نتحدث مع احد عن صفتنا ومهمتنا وكانت الأمور هادئة والحركة طبيعية ولكن المشاهد اللبيب يقرأ في أعين الناس مزيجاً من الأمل واليأس وكأنهم يترقبون شيئاً مجهولاً هم أنفسهم لا يعلمون ما هو، ولكنهم يسلمون أمرهم للقدر المحتوم الذي يؤملون ونؤمل جميعاً أن يكون خيراً للأرض والإنسان في ربوع الوطن.
المواطن في حضرموت يهوى النظام ويعشقه ويتوق إليه ولكن أيادٍ خفية تنخر في النظام والقانون وجهات حكومية محلية ومركزية تنظر بسلبية لكل ذلك وكآن الأمر لا يعنيها ولا تريد أن تصحو حتى يقع الفأس بالرأس- لا سمح الله.
محمد الحميري
انطباعات أولية عن حضرموت 1483