الوحدة الوطنية المباركة تطل علينا بعيدها الوطني الـ 23 للذكرى المباركة هذه المرة بطابع خاص ومميز عن بقية الأعياد السابقة من خلال ما حدث في انتصار الثورة الشبابية الشعبية التي جمعت واحتضنت كل أبناء اليمن الواحد تحت خيمة واحدة والتي أطاحت بنظام الحكم الذي شوه صورة الوحدة وطابعها الثقافي والاقتصادي والأمني, مما أدى إلى شرخ شاسع في تصور البعض من خلال الانقلاب على أهداف ومبادئ الوحدة وتحويلها إلى غير ما بنيت عليه وما كان يراود الشعب اليمني من حلم بتحقيق الوحدة بجميع أهدافها ..
نعم إننا اليوم قادمون على زخم العيد الوطني الذي يتمثل في عراقة وثقافة الشعب اليمني بكل مكوناته العرقية وبما أن هذا العيد سيكون له طابع خاص ومتميز من قبل شعبنا العظيم.. فيما انه كان في نظر البعض فيما سبق احتفالاً بالغائب والغير ملموس إلا من خلال الضجيج الإعلامي.. يعنى من هذا أن الشعب يحتفل بشيء غائب لا يلمسه في حياته من خلال ما يعود به من خيراته.. لكنهم اليوم بعد ثورة الشباب السلمية يرون إلى عيد الوحدة برؤية خاصة تتسم بمشاركة الشعب في مؤتمر الحوار الذي يتم من خلاله مناقشة كل ما يتعلق ببناء الدولة التي تكفل للشعب حق العيش الكريم والمواطنة المتساوية الذي افتقد إليها الشعب خلال العقدين الماضيين من عمر الوحدة.. مما أدى إلى أن طفح الكيل بأوساط الشعب اليمني ككل وخرج على النظام القمعي الفردي الذي مارس ضد أبناء الشعب اليمني شماله وجنوبه كل الأعمال القمعية.. وبينما نحن نستقبل هذا العيد بكل لهفة وشوق, لكن المتربصين بالوحدة يناورون على وتر آخر في افتعال الأزمات من خلال تفجير النفط وألياف الكهرباء والتآمر على تدمير سلاحنا الجوي من خلال استهداف الطائرات والطيارين الأكفاء, يريدون بأعمالهم الشنعاء أن يوجهوا رسائلهم إلى الشعب اليمني بأنهم لن يتركوا مجالاً أمام التغيير الحاصل كي ينعم الشعب بخيرات الوحدة والتقدم إلى الأمام في النهوض بالبلد والخروج من النفق المظلم الذي أدخلوا البلد فيه منذ قرون من الزمن ونحن في صراعات متلاحقة عصفت بكل ما هو جميل في يمن الإيمان والحكمة..
ونحن اليوم أمام مفترقً صعب يخطط له ضعاف النفوس ممن كانوا سبباً لإدخال اليمن في أتون حرب(94) وما ترتب عليها من مظالم لإخواننا في الجنوب أساءت إلى الوحدة والوحدة منها براء.. وإنما الذي أضر بالوطن شماله وجنوبه ليس سوى أولئك الثلة الفاسدة الذين لايهمهم الوطن بقدر ما تهمهم مصالحهم الضيقة على حساب السواد الأعظم من الشعب.
وهنا نتوجه إلى إخواننا في الجنوب ممن يدعون إلى فك الارتباط أن يحكموا العقل والمنطق وأن يصطفوا مع إخوانهم في ربوع الوطن لمحاصرة أولئك المنتفعين الذين ضحوا بالوحدة في سبيل مصالحهم الشخصية وأن يعملوا على إنجاز التغيير الجذري والحقيقي والذي في ظله سيتحقق الخير والرخاء لكل أبناء اليمن.. إن ما نريده من هؤلاء ألا يعاقبوا الوحدة, لان من يستحق العقاب هم من ظلموهم.. هم من نهبوا خيرات الوطن ومقدراته..
نريد أن نحتفل بعيد الوحدة هذا العام وشعبنا اليمني يلج مرحلة جديدةً ستفتح أمام اليمن آفاقاً رحبة وستعيد للوحدة القها, ولن يكون هناك مجال للإقصاء والتهميش.. نريد من أبناء شعبنا في أرجاء اليمن قاطبةً أن يحافظوا على هذا المكسب العظيم وان يحافظوا على هوية وطنهم الواحد الذي طالما حلم به الآباء والأجداد, عندما كان شعبنا مشطراً ومقسماً بين الإمامة والاستعمار كانوا يحلمون هذا اليوم ويتمنون أن يطول بهم العمر ليشهدوا اللحظة التاريخية يوم إعلان وحدة اليمن ورفع رايته عالية خفاقة في سماء اليمن.
في الأخير أتمنى بأن يكون اليمن موحداً قوياً بعزائم الوطنيين من أبنائه وأن يعيدوا لليمن مكانته التاريخية التي افتقدها خلال سنوات التشطير.
صالح عبدالله المسوري
الوحدة الوطنية بطابعها الخاص 1213