وإذا ما أرنا التقريب ولو بشكل ضئيل عن الواقع والحرب التي تدور في سوريا نستطيع أن نشبهها بتلك القريبة منا في شمال الشمال, بحيث أن مجموعة مسلحة لها أيادٍ خارجية على تواصل معها تحكم قطعة من الأرض والناس الذين يرفضونها, مع أن هذا التشبيه للمغفلين الذين لا يعون شيئاً مما يدور على الساحة العربية من مؤامرة تسعى لتستأصل شريحة عريضة من أبناء الأمة من خلال مشاريع دنيئة تارة بالقتل والذبح وأخرى بحرف المعتقد الصحيح.. ليس هذا فحسب، بل إن من لا يتبعها بكل أيدولوجياتها فهو بالنسبة لها عميل لأمريكا وإسرائيل ويجب في منظورها الكاذب أن يقطع عنقه, فما يوجد في صعدة أن جماعة الحوثي حكمت على رقاب الناس فقتلت ودمرت وشردت واعتقلت, فكيف بي أن اعرج على تلك الأخرى, أعني سوريا قلبي الدامي التي تنزف دماًء والماًء وبكاء وأميركا وروسيا تتفقان على مصالحيهما على زهاء ما يزيد عن مائة الف قتيل وفيها رقاب ذبحت ورؤوس قطفت وحناجر اقتلعت ووجوه صفعت وقبور نبشت وسكاكين ليست حادة ذبحت وأسراب الملايين نزحت وخافت وبيوت هدمت وأنهار من الدماء سالت وأعراض هتكت واغتصبت.. فأين هي عدالة الأرض قبل عدالة السماء وفوق كل ما يتمتع به الجيش السوري النظامي من قوة قتالية جداً لم يكتف حزب الله الخائن في لبنان ومن قبله إيران وعبيدها في العراق وغيرها بذلك, بل دخلت مجاميعهم الطائفية وانا عندما أقول الطائفية اعني تلك التي تربت على عداء من يخالفونها فتقتل وتذبح بالهويات كما حصل في العراق فقد دخلوا سوريا وفعلوا الأفاعيل بحق شعب اعزل ويؤكد كلامي الواقع الصحيحة في الشبكة العنكبوتية وكل هذا الكم الهائل من المليشيات التي جاءت من العراق ولبنان وايران وكذلك جيش الأسد ببارجات السلاح الروسية والإيرانية, كل ذلك في مواجهة شعب أعزل ومجموعه من الشرفاء أبت على نفسها أن تنام وهناك أخت تنادي أنقذوني من هذا الوغد الجبان الذي أسال دم أمي وذبح إخواني وأبي وهو الآن ينتهك عرضي وماذا يعني الإيمان بعد ذلك إن بقيت ذرة إيمان في قلب ينبض بالحياة وبمنطق الاستخفاف تمارس أميركا وروسيا والدولة الفارسية دولة إيران وعبيدها في المنطقة سياسات جوفاء خالية من الحياء..
يتحتم علينا أن ننظر بعمق للزوايا الحادة في نبرة السياسات الإيرانية بين قوسين (الكاذبة) والتي تمارس أهدافاً معينة لا تمت إلى المظهر الخارجي لإيران وأذنابها بصلة ولكنها من خلال ذلك تسعى لتصيب العمق المسلم في خاصرته وهي كسرى وهي هي عادتها لم تتغير بتغير الزمان, فلازالت تحمل الحقد والغل والكراهية لكل ما هو عربي ومسلم ولا شك أن في ذلك مصلحة للصهيونية العالمية, فكيف ببعض المغفلين أن يعتقد بعداء إيران وأذنابها لأميركا وإسرائيل ومما يطفو على السطح اليوم يؤكد متانة العلاقة بين إيران وحلفائها مع أميركا وإسرائيل ولو كانت صادقة في ذلك لما بلورت علاقه صداقه وتعاون مشترك لا يخفى على احد مع روسيا ونحن عندما نتحدث عن روسيا المجرمة القاتلة والتي ارتكبت أشد المجازر التي عرفها التاريخ في الشيشان والقوقاز وغيرها وكذلك اليوم في سوريا بتعاون الصفويين الذين حملوا الأميركان وادخلوهم إلى العراق وأعني عراق صدام حسين والذي لازال صاحب مشروع تحرير القدس ووضع حداً للصهيونية, حينها تحركت الصهيونية لتؤمن مستقبل شعبها في فلسطين, فوجدت ثله من الخونة والعملاء الذين استطاعت إسرائيل من خلالهم أن تزيح صدام وتقسم العراق على أساس طائفي من الصعب أن يعود كما كان.. ونفس الحالة يعيشها الشعب السوري اليوم, فقد قالوا بأن ما يحصل في سوريا مؤامرة ليستخفوا بأهل السنة وهاهم اليوم يبلورون المؤامرة ويحبكون حبلها مع الأميركان والروس حينما وجدوا أن من يذهب من حزب الله اللبناني إلى سوريا برجليه يعود محمولاً في التابوت تصيبه نيران الجيش الحر المتواضع والذي منع عنه السلاح، بسبب لحى المجاهدين وقد مضى في مشواره الذي يمزق أجسادهم بعد أن تعدوا حرمات الله وذبحوا الأطفال والنساء ولن ننسى بانياس وغيرها كثير لن ننساها, كما هو الحال في صفحات كتب التاريخ التي ستسطر جرائمهم كما سطر من قبل ابن العلقمي الذي جلب التتار إلى بغداد وقتل ما يزيد عن مليون موحد من أهل السنة حتى امتزجت انهار دجلة والفرات بلون دمائهم الطاهرة الزكية.. وبعض الطيبين من بني جلدتنا ويحسبون من إخواننا يتحدث عن أسطورية ايران وهو لا يعي ولا يدرك ما وراء أسطورية إيران ودبلوماسيتها الخبيثة وهو في الحقيقة يؤسفنا أن نسمع مثل ذلك, لأن ما يقع على أرض الواقع خير دليل وبرهان ومن يقول إن كلا المشروعين متكافئان, فهو جاهل بكل ما تحمله الكلمة من معنى ونقول له: وهل دخل المقاتلون إلى سوريا إلا بعد ستة أشهر من معاناة السوريين اليومية ومن تلك الفترة أخذت الثورة بالعسكرة أم أننا نظل نتفرج؟.. لذلك يجب أن نكون منصفين فيما نقول وحرام أن نتغنى على رقاب الشهداء بعد أن صارعوا ويلات النظام السفاح المجرم القاتل لأهلنا في سوريا مهما اختلفت الأيدولوجيات التي رافقت الثورة ومضت في خطها وبمعاونة نظام طهران وحزب اللات في جنوب لبنان من منطلق عقائدي ولم يكن الطرف الآخر, أي المتظاهرين في سوريا, لم يكونوا ليرفعوا شعار الطائفية إلا بعد أن ذبح الأطفال والنساء بسكاكين ليست حادة, مما يزيد من معاناتهم والمجتمع الغربي الكافر بحقوق الإنسان يقف موقف المتفرج بكله عربه وعجمه, بل ويقذفون بكل المصطلحات الخاوية من الحياء على تلك الثلة الطاهرة التي استجابت لنداء السوريين الأحرار ومنها جبهة النصرة ولواء الإسلام والتوحيد والفاروق وغيرهم كثير, فقالوا عنهم إرهابيين أصوليين رجعيين عقائديين سلفيين متطرفين ويمضون في تفاهة ألسنتهم متناسين جرائم المجرمين عراة الدين والرحمة والأخلاق.. والسلام.
عمر أحمد عبدالله
جرائم الحوثيين بصعدة 1686