كيف لي أن أصف العاصمة صنعاء اليوم بجوهرة الحضارة والتاريخ ودموع الأمس ماتزال تمطر من حدقات عيونها الباكية... أحترت بين أمرين لأتعمق في كتابة الموضوع، بين الأمل المرتقب في مؤتمر الحوار الوطني وبين صنعاء وأحوال الدفاع المدني, فتوقف القلم مشلولاً عند هذا الحدث المؤلم !!
سأقولها جهـراً بأن الطائرات الحربية اليمنية شيطانية تسقط بأقدار إلهية محكمة تخلّف وراءها خسائر مادّية وبشرية أصفها في وجهة نظري بالملعونة لأنهـا لا تعرف الرحمة بالمواطنين الذين يقطنون منازلهم بعد أن طردها المولى من جـو السماء الواسع الذي لا يطيقها لأنهـا منتهية الصلاحية!!
أصبحَت أُمنا صنعاء لم تتجاوز حياة اللا مسؤولية فتلطخت بدماء المدنيين واكتوت بعنفوان الفساد واحترقت بجحيم الطائرات الحربية اليمنية التي تحمل الموت هدية مجانية للمواطن فحينها تحولت حياتنا إلى عزاء وجراح متواصل يتلاءم مع أحداث الواقع.
أوقفـوا قصف الطائرات على العاصمة أيها المختصّون قبل أن تحترق بنار الخوف والفزع الأكبر, فصنعاء اليوم لن تحتمل الجراح والمصائب المتتالية يا ساده، فالشعور بالأمن والأمان هي من أساسيات الوطن الناجح الذي يرتقي إلى دروب المعالي وإلى التطور الملموس في الحاضر والمستقبل، بالأمس القريب كان من يسمع إطلاق الرصاص من الأماكن القريبة منه يفر هارباً حفاظاً على سلامته واليوم عندما يسمع الطيران يحلق في السماء يشعر بالخوف ويتوسل إلى الله بالدعاء بقوله (اللهم أدم علينا الأمن والأمان وأبعد عنّا الأذى)... وهنا نقول كفاية عبث في أرواح البشرية فصنعاء لا تحتمل ضجيج الطائرات وأصوات المدرعات ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء..
خليف بجاش الخليدي
صنعاء وجحيم الطائرات الملعونة 1396