إن الاعتذار بمفهومه العام يعني الاعتراف بالخطاء أو التقصير في واجب ما عندما يكون الحديث متناولاً في المواضع العادية أو متداولاً في القضايا الشخصية ذات العلاقات الفردية أو الاجتماعية, ولكننا عندما نتواهن وعبر لسان القدس العربي الناطقة باسم الجماهير العربية الثورية نعتذر لقدسنا العربية عاصمة الدولة وقضية قضايا أُمتنا المصيرية, لم نكن لنعتذر نتيجة وهن في الإرادة وضعف في المبادئ أو تراجع عن مواصلة النضال والإعداد ليوم التحرير القادم والشامل ولكن العذر يأتي من خلال ما أثبتته الشواهد التاريخية وأكدته الأحداث اليومية التي تؤكد استمرارية فلسفة السياسة الاستعمارية المبنية على أساس ثابت يتمثل في محاربة وإعاقة أي تقدم في مسار الوحدة العربية, باعتبارها المشروع الحضاري العربي الوحدوي وجسر العبور ومنطلق التحرير والصخرة الفولاذية التي تهشم عليها رؤوس الخونة والعملاء والأنظمة القطرية لملوك الطوائف وأمراء الحوانيت وقادة السقوط والانحدار المهين من المتأمركين المتصهينين أمثال كافور العصر بسوس المرحلة وأبا رغال باشا ومسيلمة بني صهيون وعلى رأسهم المسيخ الدجال ممن يسارعون اليوم إلى بيت الطاعة الصهيــوأمريكي لتقديم القرابين لرب كعبتهم الجديدة في واشنطن لعها تُقربهم إليه سُكرى ومن أجل ذلك عمل المسعمرون على تغذية فيروس الخيانة وحقنه بسهوله في أجساد هذه الأنظمة المنتهية صلاحيتها العروبية وطنياً وقومياً والمتعفنة مواقفها الخيانية إذلالاً وتطبيعــاً والآفلة شرعيتها سياسياً وجماهيراً.. تلك الأنظمة المتردية في وحل تجارة المبادئ العروبية والقيم الإنسانية التحررية ممن تآمروا ومازالوا يتأبطون خزياً وشراً على وحدة الأمة وباعوا بثمن بخس يســاوي قيمتهم البشرية عاصمة الرباط الثوري وذروة سنـــام الجهـــاد التحرري العربي القدس الشريف وفلسطين الأرض والإنســان بالرضوخ لمشاريع الاستسلام سيئت الصيت التي يتقدم بها بقوالب جاهـزة مع الترجمة الغرب السياسي الاستعماري ومافيا شريعة الغاب والإرهاب الدولي ممثلاً بالإدارة الأمريكية والبلفوصهيونية والمنظمات الدولية لفظـاً الكرتونية التابعة ذليلاً لإرادة البيت الأسود الأمريكي والبنت أجون.. ولقيطة بلفورة.. والكابوايي يورو.
عذراً يا قدس, لأن أمتنا العربية اليوم تعاني سعة الثلمة من جرح الأمس الغائر وجسد اليوم الدامي بالحروب الاستعمارية والتمدد الاستيطاني الصهيوني والصراعات الداخلية, والنزعات القبيلة والنزعات الانفصالية, والتوجه اللاواعي باقتناء ثقافة التأمرك البليد وتقتات جريمة والتطبيع والبيع بالجملة والتجزئة, وترتدي شماغ التصهين وثوب الرذيلة الرسمي للأنظمة العربية ممثلة بدول الطوائف وقادة الانقياد التي تتسابق يومياً وعلناً إلى إصطبلات التمحور المُذل والركوع المكحول في باريهات الانحدار كي تثبت ولائها لأسيادها علوج الصهيونية العالمية مسارعة تلهث سخفاً خلف صداء خارطة الطريق الصماء تقدم التنازلات والبصم على بيع شرف وكرامة الأمة وأرض الرباط الحُر فلسطين العروبة والإسلام أملاً في الاعتراف لها بحسن الأداء التآمري وحق البقــاء السلطوي والحصول على صكوك الغفران مقابل البيع وتجديد البيعة المشؤمة في التنازل النهائي عن قدسنا الأبية وفلسطين العربية, وتلك نهايتهم.. لا شك عذراً يا قدس لأن ذروة سنام الأمة عراق الحرية والتحرير والإبــاء مازال محتل من قبل علوج الحُكام بالوكالة عن المجوس والنيابة عن اللصوص الصهيوأمريكان وكثير من دول الممانعة وقعت في فخ الربيع الناتاوي تسولاً للحرية العرجـاء القادمة من فوهة "الناتو وفاة السي آي أيه ورحم النفط والغاز العربي المسال لُعابه غرباً " بعد تنفيذ عمليات أبشع المخططات الإجرامية التآمرية لاغتيال رموز الأمة وقادتها الإباء الممانعين تمهيداً لاغتيال مشروع الأمة وتصفية ولم يبقَ فينا إلا المتردية والنطيحة وما آكل الغرب من تجار الحروب وأنظمة الخزي والعار المتخندقة في سرداب الرذيلة الخانعة للأرباب الهولاكية والتي تعتمد على المحتل اللعين في حراسة عروشها الخشبية وعهرها المهين وستــر عوراتها المكشوفة يقين.. عفواً يا قدس مهما كانت أسباب العذر ومسببات التعذر ستطل فلسطين كل فلسطين عربية من النهر إلى البحر وستظل المقاومة العربية في فلسطين العروبة هي شرف الأمة وعنوانها الذي لن ولم يسقط في كــدر الخيانة وللمقاومة قط ستكون الكلمة من فوهة البندقة تصوبها للتحرير أزندة النشامى والماجدات من أبناء فلسطين وأحرار الأمة " تباً للمستحيل " لا نامت أعين الجُبناء والعملاء المتقزمين المهرولين إلى مستنقع الخيانة والغدر المشين الله اكبر وليخسأ الخاسئون.. عاشت فلسطين.. الرحمة والغفران للأكرم منا جميع شهداء اللامة العربية الإسلامية والمجد والنصر المبين لأبطال المقاومة العربية الباسلة وأحرار المواجه والممانعة ومحبي التحرر والانتصار والإباء والأمن والسلم الاجتماعي من عشاق الكرامة والحرية, فعذراً يا قدس إن خانتك أنظمة الأعراب وإن قلت عُذراً فالعُذر هنا بالنسبة لي لفظي, " يا قدس عُذراً ومثلي ليس يعتذرُ فأنى اللهيب وقادتي المطرُ".
علي السورقي – شيفيلد المملكة المتحدة
عذراً يا قدس 1356