• ندخل في غيبوبة صمت طويلة حين تتعقد لغة الحروف ويصبح الضجيج هو المسيطر على سكون المكان,
• سألوها: كيف أصبحتِ حكيمة في سن مبكرة؟.. أخبرتهم أنه الوجع حين يكون حجمه اكبر من أن تسعه مساحة قلبٍ صغير يتحول إلى حبرٍ أسود ينسكب فوق ورقة بيضاء فيرسم كلمات متناثرة لا يكون لها معنى إلا حين تجتمع في صدرٍ يعرف جيداً مذاق الألم.
• قال لهم المعلم: صفوا لي الربيع؟.. لم يجبه احد!, كيف يصفون شيئاً لم يروه من قبل إلا في أحلامهم أو على شاشات التلفاز.. في هذا الوطن لانعرف من فصول السنة الأربعة إلا فصلين, إما صيفاً يحرق الأحلام قبل أن ترى النور, أو شتاءً يجمد الأمنيات قبل أن تنضج.. أما الربيع يا معلم فلن يأتي إلا حين نجيد زراعة الازهار, حتى الخريف لم يجد على أغصان الأشجار أوراقاً خضراء ينثرها في أرضنا البائسة.
• ألفنا منظر السلاح يُحمل بفخر على الأكتاف وفي الأيدي وأدمنا صوت الرصاص حتى ان زقزقة العصافير لم تعد تطرب مسامعنا ورائحة الدم لا تخيفنا أبداً وإذا ما لمحنا من يمسك بيديه حزمة مشاقر سخرنا من منظره الذي يبدو كالعاقل في مستشفى المجانين.
• أيها الصغار تعلموا لغة الانتظار الطويل، إن الكبار يتحاورون الآن ليجدوا لنا وطناً جديداً.. أليس الأجدر بهم أن يجدوا أولاً تعريفاً مقنعاً لحوارهم الساذج؟.
• أقبل الفارس مبتهجاً يحمل في يده وردةً بيضاء, لكنه لم يجد في قلوبنا تربة صالحة لزراعتها.
• حين يدق المحتاج الباب نعطيه بسخاء وكبر كل الأشياء القديمة وحتى التي لا نحتاجها، مع أن الحكمة تقول" ليس الكرم أن تعطي المحتاج ما هو بحاجة إليه ولكن الكرم أن تعطيه ما أنت أشد حاجة منه إليه".. البخل في العطاء صفة سيئة, لكن الأسوأ منه بخل في المشاعر.
نصيحة:
حين تشعر أن الأرض تتمادى في الضيق حتى تكاد تطبق على أنفاسك فارفع عينيك إلى السماء واترك بصرك يحلق باتساع الأفق, ثم استنشق ملء رئتيك أملاً, ستسمع بداخلك صوتاً يهتف عاليا يارب.. (عفواً كنتُ أهذي, سأغفو الآن!).
جواهر الظاهري
هذيان.......... 1560