حقيقة لا ندري أهي خصلة متأصلة فينا نحن اليمنيون أم يا تراها عادة تجذرت في أقاصي وتلافيف أدمغتنا؟, وهي أن من شعر ولو قليلاً انه في موقف قوة تأتي له حالة من حب التملك للبلاد والعباد, فلا يريد من الآخرين التفكير إلا بما يفكر هو وبما يتوافق مع مآربه وقناعاته وأفكاره هو فقط وما عدى ذلك يعد منكراً!!.. هذا بحد ذاته قمه في التراجع المريع والمرعب لما قبل ثورات الربيع العربي بمراحل شتى وقمة في تهميش فكر الآخر وآراءه أياً كانت اتجاهاتها ومساراتها, هؤلاء بالتأكيد ليسوا بمنأى من غضب العباد عليهم, وكما أطُيحت إمبراطوريات ديكتاتورية دامت 30 و 40 سنة تعبث بعقول الناس وتريهم الباطل حقا والحق باطلا ,فلن يكونوا بأحسن من أولئك حالاً و أدوارهم تنتظر أن استمروا بتأدية دور القديس الذي يحرم إن يخالفه احد وبمبدأ أنا ومن بعدي الطوفان.
الغريب في الأمر أنهم أنفسهم قد عانوا سابقا من تكميم الأفواه والفكر ومن تعنت عقول أرجعتنا للخلف مئات السنوات, فلماذا يعيدون ويكررون نفس الخطى والخطأ ويعالجون واقعاً مراً بما هو أمر منه وأحلك, ويعيدون لما عانوا منه سابقاً المجد والتجدد؟ فهل يعتبر ذلك جزء من لعبة سياسية سئمنا إنتاجها بصور وأقنعة مختلفة إنما تحمل نفس الطابع والمضمون؟ وسئمنا تكرار سيناريوهات القمع الفكري وسياسة الأحادية الرؤى والطابع.. ألا يدركون انه لابد التعاطي مع الأحداث الجارية برؤى أخرى تتماشى مع عهد جديد نتمنى التأسيس له بعقول أوعى وانضج واقدر على تقليل مساحات الخوف والرعب من القادم المجهول؟ ألا يدركون أنه اذا أردنا فعلاً وطناً يتسع لأحلامنا وطموحاتنا, عليهم احتواء الجميع وتقبل الجميع لنصنع من كل هذه التطلعات بوتقة أمان تنتقل بوطننا إلى مداءات أربح من الفكر والرقي والتقدم؟.. علينا أن ننبذ أي منحى يؤدي بنا إلى سوء الخاتمة وإلى التفرق والشتات وأن نبدأ بداية صحيحة لا تشوبها الأحقاد والإقصاء والتمصلح والفكر المنغلق، كي ننجو جميعاً.
سمية الفقيه
اليمن.. وطن يتسع لأحلامنا 1378