إن الله تعالى أمرنا بقوله (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)، إن الحكم الرشيد يعني أن المواطنين أمام القانون وخطط الدولة سواسية كما قال رسول الله (والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) فبالحكم العادل الرشيد تتحقق المواطنة الواحدة المتساوية، والعدل الاجتماعي، وإلغاء ما فرضته العادات القبلية السيئة التي فرضت التقسيمات الطبقية للمواطنين والعادات التي فرضت المراتبيات الاستيهامية السلالية والجهوية الخسيسة، والحكم الرشيد يعمل على الاعتماد على قوانين الشفافية المالية والإدارية، وتوسيع ملعب المشاركة في التنمية والتطوير، وكل ذلك من خلال آليات لامركزية شاملة، والفصل الإجرائي بين السلطات، واعتماد جوهر الشريعة على قاعدة تكاملها الشرطي مع الفضيلة، وذلك تأكيداً لمقاصد الدين وجوهره الناصع، واعتبار الاجتهاد الدنيوي تشريعيا وقيمة تعزز معنى الحكمة والفضيلة، والعمل على تمتين اللحمة الوطنية من خلال الأخذ بالأسباب الحقيقية للتطور والازدهار هذا هو الحكم الرشيد..
وفي الدولة العصرية هي الدولة الضامنة لاستمرارية الحياة على قاعدة التنمية المستدامة، وإعادة الإنتاج المادي والروحي ضمن تسوية قانونية تؤدي إلى تكامل المجتمع ولا تنافيه وتقاتله، وتعلي من قيمة المواطن بوصفه تعبيراً واقعياً وقانونياً عن الهوية، ولا تضع حواجز بين المواطنين.. ناهيك عن الآخر الإنساني الذي ينضم إلى ركب المساهمة والتعايش معنا، وتحافظ على المسافات المنطقية بين السلطة والمؤسسة والشعب.
ونحن في اليمن نريد من القوى السياسية ومن أعضاء مؤتمر الحوار الوطني أن ينظروا بهدف تحقيق الحكم الرشيد في اليمن، والتي ستتحول إلى دستور، ونريد أن يضعوا في أذهانهم معادلة التنمية النابعة من دولة لا مركزية ناجزة، تكون بمثابة الدولة الحاضنة للتغيير، والمُنافحة عنه.
تعقيب للأخ الحبيب محمد الحزمي
كتب أخي الحبيب محمد بن ناصر الحزمي مقالاً بـ"أخبار اليوم" أمس الإثنين عدد / 3008 بتاريخ 6مايو 2013م بعنوان (رداً على العديني ما للمرتد إلا اسم أبيك) بداية أشكره على تفاعله بقراءة مقالاتي وأعتبر رده حراكاً ثقافياً تستفيد الأمة منه طالما وقد تحرك أخي وحبيبي محمد الحزمي وله من اسمه الحزمي نصيب، ولذا أطلب منه أن يفرق بين الردة المسلحة التي قضى عليها أبو بكر والردة التي تحتاج إلى الحوار بالحجج... ولك حبي وتقديري، ولكن عتبي عليك أن تراجع عبارات مقالك لأستفيد من ردودك لمقالاتي القادمة، فمطلوب منك أن تكتب رداً علمياً أصولياً تناقش فيه أفكار المقال مُجرداً من الغمز واللمز، وحتى أتقبل ردودك فلو كان مقالك خالٍ من هذه العبارات التالية لكان رائعاً قلت:
1 / ولا يقبل بعقوبة من يخرج على وثيقة عقد بين العبد وخالقه؟! فالمسلم بمجرد إسلامه صار بينه وبين الله عقد وليس بينه وبين البشر..
2/ ومن فهمه للسنة بهذه العقلية الاستعلائية الاعراضية فهو لا يؤمن بالحديث (من بدل دينه فاقتلوه).
3/ ألا تخشى الله من هذا القول الكريم، فكيف جعلت عدم الارتداد سجناً وعصبية ووصاية فكرية؟! وكيف أعطيت الحرية للمسلم أن يشك في الإسلام لأنه وجد فيه شيئاً لا يناسبه ومن حقه الردة، وهل كل مسلم قادر على استيعاب كل علوم الإسلام.
4/ ولا شك أن مثل هذا الطرح يعمل على مساعدة المنظمات التنصيرية والتي تسعى عبر المنظمات الدولية للضغط من أجل إلغاء عقوبة المرتد من قوانيننا لتأخذ حريتها بإخراج أبناءنا من دينهم مستغلة الفقر والجهل بالإسلام والانبهار بحضارة الماديات!
وقد ربما يكون هذا المقال وغيره جاء في هذا السياق ليمهد لمثل هذه الضغوط.. ركز على غمزك للنيات والمقاصد حفظك الله أخي من كل شر ونزغات الشيطان ونستفيد منه بدون استعلاء وتكبر..
أخوك محمد سيف عبدالله
خطيب جامع الوضة محافظة إب
محمد سيف عبدالله العدينى
الحكم العادل الرشيد 1449