المجتمع هو الرقيب والضامن الحقيقي لإنجاح أي مشروع سياسي أو اقتصادي أو ثقافي أو اجتماعي ..الخ.. والمجتمع الذي يستطيع تفعيل أدواته ووسائل تأثيره يستطيع أن يسهم في عملية التغيير ومكافحة الفساد ويسهم في صناعة التحول الحقيقي نحو المستقبل والتنمية.. والمجتمع الضامن هو الفرد بعلاقاته وفكرة ورؤاه وعزيمته في التغيير والإصلاح.. والمجتمع هو القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني من منتديات ثقافية أو جمعيات خيرية والنادي الرياضي والمؤسسات الإعلامية والصحفية.. الخ.
وقد أثبتت التجارب أن المجتمع متى ما ترسخت لديه قناعات معينة وسعى لتحقيقها من الصعب على فاسد أو نافذ أو حاكم أو منحرف أو متآمر أن يقف في وجهها, مهما استطاع المناورة لفترة, لكن في الأخير سيسقط في نهاية المطاف وستنتصر إرادة الأمة..
والمجتمع الضامن في المراحل الانتقالية لعمليات التغيير, كما هو الحاصل في بلادنا, يصبح دورة اكثر إلحاحاً وأهمية حتى لا تتم عملية سرقة الثورات ولمواجهة الثورة المضادة والمتضررين من أصحاب المصالح الضيقة.. والمجتمع الضامن لا يقتصر عمله على القضايا الحيوية فقط, بل على مستوى المنطقة والعزلة والقرية والمدينة, فهو القادر على مواجهة ظلم النافذين وفساد مدراء المكاتب والسلطة المحلية..
وصدقوني إن خطبة تردع ظالماً ومسيرة تقصي فاسداً وتحقيقاً صحفياً يوقف نهب حقوق ومصادرتها.. هذا على المستوى البسيط, أما على مستوى القضايا العامة, فالحوار الوطني والهيكلة وسير عمل وزراء الوفاق وعمليات التخريب التي تقودها بعض الجهات المعارضة للمبادرة الخليجية, كلها تحتاج لمجتمع مدني يراقب ويدرس ويوضح ويكشف للرأي العام ويقدم البدائل ويساعد في تقديم المعلومات.. كلها ستسهم في إيقاف التدهور وتعزيز مواقع النجاح وترشيد صاحب الشطحة وكشف أصحاب النوايا السيئة وجميعها ستصب في إنجاح عملية التغيير والتخفيف من وطأة التآمر على البلد ومقدراته.
المجتمع الضامن هو المجتمع الذي يستحق أن يقطف ثمار التغيير وينعم بخيرات جهوده في إصلاح شؤونه.. والمجتمع الضامن هو المجتمع الذي لن يستطيع المتآمرون عليه في الداخل والخارج إجهاض أحلامه وتعكير حياته مهما حاولوا, لأن جهود الإصلاح ستكون له بالمرصاد.
اليوم نحن بحاجة لترسيخ ثقافة المجتمع الضامن في ذهنية اليمنيين لنتجاوز تركة الفساد وثقافة التسلط والاستحواذ ونبدأ صفحة جديدة من التعاون والشراكة المجتمعية.
فؤاد الفقيه
المجتمع الضامن 1398