لم يكتفِ الحوثيون بجرائمهم التي ارتكبت في حق الشعب اليمني العظيم الذي لازال يعاني عبئهم الثقيل على كاهله الضعيف الذي يقاوم بالصمود ولو أدى ذلك الى زواله, هم الحوثيون انفسهم وذلك منهجهم وسبيلهم, بل ورغبتهم في شهوة القتل التي يرتادونها ولم يكونوا ليتوقفوا عن زياراتها رغم مؤتمر الحوار الوطني, فمن منطلق عدم إيمانهم بالتعددية أياً كان نوعها ها هم اليوم يوزعون الموت بالمجان في قرى ومدن اليمن التي تسممت بهم وساروا في تنفيذ اجندة خارجية من المستحيل ان تصل اليها وهي لا تدرك ذلك, رغم وعورة الطريق التي تقف للحيلولة دون وصولها ومع الجرائم التي تلطخت بها أيادي الحوثيين الآثمة..
وبينما نحن نجول في سوق جرائم الحوثي نجد مأساة جديدة يندى لها جبين الإنسانية, هي جريمة لا تخلو من قتل, انه المواطن/ احمد علي جعران الذي قتلوه بدم بارد وتحت مبرر لا يمت إلى أي شريعة بصلة, قتلوه لأنه اخرج ما بداخله من ضيقهم وعبئهم حينما وجد الوفد الحقوقي الزائر لحجة, حيث تدور رحى الحرب الظالمة التي يقودها الحوثيون.. وهنا تبدأ الحكاية لتنتهي بالقتل بأعقاب البنادق, ففي مارس الفائت زار وفد حقوقي مناطق الصراع في حجة بين قبائل حجور والحوثيين وبعد مرور الوفد الحقوقي بمخيمات النازحين في بني خمج كان خلف هذه المنطقة وعلى مسافة بعيدة منها دوريات محملة بمسلحين تتبع الحوثيين, تنتظر الفريق الإعلامي والحقوقي لتنقله إلى "أبو دوار" حيث بيت يوسف المداني، وأثناء مرور الوفد بسوق على الطريق الرئيسية في مستبأ توقف الوفد بعد أن اعترضه مواطن اسمه أحمد علي أبو جعران وكان يصرخ بصوت مرتفع, مطالباً الحوثيين بالرحيل, وقال بصوت مرتفع: هؤلاء محتلين احتلوا بلادنا وهدموا بيوتنا.. الأمر الذي قاد مسلحي الحوثي الذين كانوا يرافقوا الوفد أثناء اتجاهه إلى بيت يوسف المداني, للقاء مع أبو يحيى المطري- ممثل الحوثي في المنطقة, إلى الاعتداء على المواطن/ أبو جعران وضربه بأعقاب البنادق أمام الفريق الإعلامي الذي صور الحادثة وتم بثها في القنوات ووسائل إعلامية، حينها هرعت مجموعة من الناس المتواجدين, بالإضافة إلى الناشط في منظمة هود سليم علاو, وخلصوه من الحوثيين وأخذوه إلى مكان آخر في السوق، بعد أن تعرض للضرب بأعقاب البنادق وكانت إحدى الضربات التي تعرض لها أحمد حينها في الكلية وهو ما تسبب له بألم شديد وبدأ يشتكي وهو ما قاد أسرته وأقاربه لنقله إلى أحد مستشفيات الحديدة وتطورت حالته ليتوفى اليوم بسبب تفتت في كليته التي تعرضت للضرب بأعقاب البنادق من قبل مسلحي الحوثي..
وهكذا يمضي الحوثيون متخطين كل القواعد المتفق عليها في ممارسة الأنشطة السياسية, فقد قتل ابو جعران, لكنه ايقظ أمة بوسعها ان تكون للحوثي وعصابته بالمرصاد, لقد قتلوا أبو جعران لغايات سياسية قذرة وهم لا يدركون ان "أبو جعران" يعول أسرة بأكملها وان ما يقتاته لنفسه وأسرته لم يأتِ من ضواحي طهران وقم, بل انه من عرق جبينه.. وهكذا يمضي مسلسل الموت في أيدولوجيات جماعة الحوثي غير آبهة بمصير من يقعون ضحية نيرانها الظالمة وسياطها القاتمة, بما ذا يظن السيد الحوثي أن ترد عليه والدة أبو جعران التي تتألم لفراق أغلى ما تملك؟, ماذا عسى السيد أن يظن أي عبارات ستتفوه بها زوجه أبو جعران ورفيقة دربه؟, ماذا يظن السيد الحوثي عن مصير أحفاد أبو جعران بعد مقتل والدهم؟, هل هكذا سار أهل البيت عليهم السلام؟, أين عدالة من يدعون انهم على منهج أهل البيت كذباً وزوراً؟.. لم يصنع أبو جعران شيئاً سوى كلمات تعبر عن حرقة اطلقها أمام وسائل الإعلام, فكان الموت يترصد خطواته, حتى قاده الحوثيون إلى شباكه, فمسارات الاحتقان الذي يسعى الحوثي لتوزيعه على المحافظات سيندثر بدماء طاهرة زكية أبت على نفسها إلا أن تنطق بالحقيقة وتموت في سبيلها ولم يعِ الحوثيون الذين قتلوه ليخفت صوته انهم يزرعون لأنفسهم الغاماً من الصعب أن يتم تجاوزها حتى تنفجر بوجوههم وسيأتي زمان فيه يأخذ كل واحد حقه ممن ظلمه واهدر دمه وأضاع حياته, سيأتي زمان يؤخذ فيه الظالم على يد من ظلمه فيسوقه نحو العدالة.. لقد أطفأ الحوثيون صوت المجاهد أبو جعران, فأشعلوا بذلك أصواتاً ستنفض غبار الحوثي بصعدة وغيرها كما ينفض الفراش من غباره وليست هذ أحداث عابرة, بل أنها ستصيب العمق الإيراني, كما أنها لعظمتها ستزيح الحوثي من على كاهل الشعب وإذا لم تكن هيكلة الجيش اليمني وقواته المسلحة للحد من هذه الجرائم فيعني حملة الثأر التي سيكتوي الحوثيون بنارها ومن يؤيد مشاريعهم الإيرانية وليست الدينية مشاريع القتل والدمار التي يقودها الحوثي, مشاريع سفك الدم الحرام الذي يراق هنا وهناك على أيديهم.. الحوثيون يريقون الدم الحرام وجلسات مؤتمر الحوار تنعقد في صنعاء, مما يعني انه إساءة للمؤتمرين ومن بعدهم الشعب اليمني وبعملهم وجرائمهم يريد الحوثيون ان يصنعوا لهم أعداء بأكثر مما هو موجود وهي سياسة إيرانية وضعتها آيات قم وطهران لتفتيت الشرق الأوسط, كما حصل في العراق ولبنان وشيء يسير في اليمن.. ومن هنا أقول للحوثيين: تورعوا عن قتل اليمنيين, لكي لا تكونوا هدفاً للشعب إذا قرر إزالتكم ثأراً من قتلته.. والسلام.
عمر أحمد عبدالله
إلى الحوثيين: تورعوا عن قتل اليمنيين 1707