في سابقة خطيرة تضاف إلى رصيد المجرمين الساعين إلى السلطة عبر دماء اليمنيين الأبرياء الذين لم يكن لهم في ميادين الصراع ناقة بل ولا جمل، قام مسلحو الحراك الجنوبي المسلح يوم السبت الماضي وفي تمام الساعة 10.5 صباحاً بالإقدام على حرق مركز الخليج للملابس الجاهزة التابع للأخ/جميل سرحان الوصابي، من أبناء المحافظات الشمالية وصاب العالي مخلاف القائمة قرية البيادع، وكانت الخسائر بمئات الملايين بحيث تقدر بما يزيد عن 100 مليون ريال ولم يتكمن الإطفاء من إخماد الحريق الهائل إلا بعد أن التهمت النيران الحارقة كل شيء وقد وقع الحادث في سيئون الشارع العام مقابل قصر سيئون وأمام مبنى إدارة الأمن وهذا يعني أن هناك تسيباً غير مسبوق من إدارة الأمن.. ومن هنا نعلن تضامننا مع الأخ/جميل سرحان ونطالب الحكومة بسرعة إلقاء القبض على الجناة وتقديمهم إلى العدالة، مالم فردة الفعل ستكون مؤلمة بالنسبة لهم وندعو جميع أبناء وصاب، الذين عرف عنهم التجارة والسلمية ولا ينتمون إلى أحد سوى إلى مهنتهم الشريفة، أن يحذروا من هؤلاء الأغبياء الذين ينالون من السواعد التي تعمل وتؤرق جبينها للحصول على لقمة العيش الحلال بدلاً من الانخراط وراء عصابات الإجرام والتي تتخذ من السلب والنهب مصدراً لقوتها اليومي.
ومما تجدر الإشارة إليه أيضاً هو الاستهداف المعين لأبناء وصاب وعتمه، بحيث أنهم يدفعون ثمن القوى المتصارعة وعلى عواتقهم يقف الحراك المسلح متعدياً كافة الخطوط الحمراء في تكريس العداوة والبغضاء بين أبناء الشعب الواحد والذي ظل يتعامل بكل حب واحترام فيما بينه حتى خرج علينا الحراك المسلح بعباءته قاتمة السواد، فقد خدش الحياء من وجهه وينادي باستعادة دولته الإيرانية التي نؤكد له أننا نكفر بها وسنظل نكفر بها حتى تدفن أرواحنا وتوارى الثرى، لأن صداها يفرق الجسد الواحد وينادي بالعنف وينسى السمح والصفح، بل والصلح الذي ينادي به الشرفاء من بني هذا الوطن وسنظل نعترف بقضية الجنوب وبحكمتنا نستطيع أن نحل خلافاتنا بتظافر جهودنا سلمياً، فمن يصطنعون أعمالاً تنافي القيم والأخلاق جدير بهم أن يدفنوا أرواحهم تحت التراب وهم أحياء خجلاً من أنفسهم ومن محيطهم وأكبر من ذلك حينما يتغنون بمنطق التحرير والاستعادة التي لا يمكن أن تحصل إلا على جثثنا، فأبناء وصاب وعتمة وغيرهم من كافة المناطق الذين ذهبوا ضحية الأعمال الإجرامية هم في الأساس من يؤكدون ثبات الوحدة ورسوخها بدمائهم الطاهرة الزكية وأموالهم التي ذهبت في سياق أعمالهم التي ترفض من الجنوب قبل الشمال والتي لامست الواقع المؤلم الذي نعيشه اليوم بدون أن تحرك السلطات المحلية ساكناً وها هي اليوم أيضاً لا تحرك ساكناً مع وقوع أعمال كهذه الأعمال الإجرامية التي تنافي كافة الأعراف التي تعايشنا عليها جنوباً وشمالاً، ولسذاجة القائمين بهذه الأعمال يظنون انهم سيحققون تقدماً في مسارهم الخاطئ والبعيد المنال ولا يدركون أن العنف لا يولد سوى العنف ولا يحقق أهدافاً سوى تقويض السلم وقد اتفق جميع الخصوم على طاولة واحدة وهي طاولة الحوار، فجميع الفرقاء السياسيين سيقفون بوجه من يسعى لفتح أبواب اليمن لأعمال العنف من أجل تحقيق أطماع وسيذهب الزمن الذي تمر فيه اليمن بوضع هش وضعيف وسيأتي اليوم الذي تكون فيه اليمن قوية متماسكة بلحمة أبناءها جنباً إلى جنب في مواجهة دعوات التشتت والتمزيق الذي لا يسر سوى الأعداء..
فيجب على رئاسة الجمهورية أن تتحرك بدورها لإيقاف اللعبة التي امتهنها قادة يحسبون أنهم سينجحون في خوض مغامرتهم ولن يكون كذلك مهما طال الزمن أو قصر وسيظل أبناء وصاب وعتمة شامخين بأعمالهم وسواعدهم وكلهم أمل أن يتغير ما أصاب خاصرتهم ومن سوء تركهم وحدهم يعانون الأمرين، مرارة الغربة وفراق الأهل والأحبة ومرارة التهميش الذي يلاقونه من السياسيين الذين تركوهم في جحيم الجنوب المستعر بأموال فارس وسلاحهم المشئوم.. فنظرة صادقة من الجهات المعنية تزيح همهم وتخفف آلامهم وتكسر خوفهم وتجبر مصابهم وتحميهم في مواجهة التطرف المستورد من الخارج ولكي لا يكونون هم من يتحملون أعباء القضية الجنوبية التي لاقت تضخيماً إعلامياً اكبر من حجمها لأسباب المتنفذين فيها وشياطينهم القابعين في سراديب كسر أديب الإمام الثاني عشر في قائمة الشيعة، أي لا ظهور لهم إلا بعد أحداث دامية وسلب ونهب، فهؤلاء يقومون على أمثال هذه المبادئ البلهاء والجوفاء ذات العبارات التي تحمل الغل والحقد على قلوب تنبض بالحياة وتسعى لتستقيم بعد ركام جائر أصابها في عمقها الاستراتيجي وأيدولوجياتها المختلفة وقد نقلت بعض وسائل الإعلام تعرض مركز الخليج التجاري في مدينة سيئون، صباح ما قبل أمس، للحريق من قبل بلاطجة الحراك من شباب خارجين عن النظام والقانون وما يعرف بالحراك المسلح الذي تدعمه وتؤويه دولة فارس إيران التي تفرق ولا تجمع.. وقد أكد شهود عيان أن مركز الخليج التجاري يعد أكبر المحال التجارية في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، ولأن المركز يمتلكه أحد المستثمرين من أبناء وصاب بمحافظة ذمار من شمال الوطن كان يعتبر من الأهداف السامية بالنسبة لبلاطجة الحراك المسلح/حيث يمتلك المركز المستثمر/سرحان جميل سرحان من أبناء وصاب العالي بمحافظة ذمار.
وتذكر المصادر أن المركز يعتبر من أكبر المراكز التجارية بمحافظة حضرموت حيث يقدر قيمة البضائع فيه بأكثر من 100مليون ريال وقد انتهى بالكامل، كون عصابة التخريب والإرهاب التي يتزعمها الحراكيون الجناح المسلح قامت بإشعال النيران من كل جهات المركز وذلك بصب مادة البترول على أبواب المركز بعد قلص الأبواب وهي مغلقة لفتحها وانتشار ألسنة اللهب في أرجاء المركز بالكامل.. مما يدفع كافة الجهات لتعويضه وهي رسالة موجهة إلى مؤسسة الرئاسة بهذا الشأن الأخلاقي الذي يقف على عاتق الجميع.. وكذلك من ينقذ أبناء المحافظات الشمالية وخاصة أبناء وصاب وعتمة الذين وقعوا بين نارين، الإرهاب الأمني من جهة الذي يمنعهم من حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم من بلاطجة الحراك المسلح وبين الخارجين عن القانون ممن يصفون أنفسهم بجند الحراك المسلح لأبناء الجنوب العربي، فهل حكومة الوفاق التي تنتظر المزيد من القتلى والدمار لأبناء الشمال حتى تشتعل الفتن وتسيل الدماء بين أبناء الوطن الواحد؟!.. حينها ستفيق من سباتها العميق بعد فوات الأوان ونحن نشاهد أن القتيل أو الحريق لم يتعدى وصابي ـ عتمي.. والسلام.
عمر أحمد عبدالله
بلاغ إلى الرئاسة: في الجنوب مأساة حقيقية لأبناء وصاب وعتمة 1723