أحداث التغيير المطلوب في اتجاه مفهوم شامل يختزل إنجازات يجب أن يلمسها الشعب أو يلحظ أن عجلة التغيير تسير نحو الأفضل من محطة إلى محطة ومن مرحلة إلى مرحلة دون حرق مراحل هذا التطور..
جميعنا يدرك أن إسقاط الأنظمة الحاكمة واستبدالها بأنظمة ديموقراطية تلبي طلبات وطموحات الشعوب كانت هدفاً رئيسياً لثورات " الربيع العربي" وأهم الأسباب التي دعت لهذه الثورات، لكن من الملاحظ أن هنالك صراعاً كبيراً يدور حول توجيه الحراك العربي والسيطرة عليه وتوظيفه لصالح هذا الطرف أو ذاك سواء على المستوى المحلي حيث مكان الحدث أو على المستوى الإقليمي..
ولعل ثورات الربيع العربي لم تتمكن من المرور بمراحل طبيعية حتى تُثمر ثمار تتذوقها الشعوب أو تتلمس وجودها بل خضعت لما يمكن يسمى عملية حرق المراحل بفعل الصراع المحلي داخل البلدان التي حدثت فيها هذه الثورات والصراع الإقليمي الذي يحاول توظيفه لأجل مصالحة.
إن ما يجري في أحداث العالم العربي اليوم هو محاولة تكييف الشعوب مع حاله تبعيه قادمة أسوأ من سابقتها من خلال محاولة خلق أنظمة عربية رجعية وليست إيجاد أنظمة عربية وطنية وديموقراطية كبديلة لأنظمة الدكتاتورية الحاكمة..
ما يشهده العالم العربي هو معضلة حقيقية تتجلى في فبركة الثورات وتضليل الشعوب التواقة للحرية والانعتاق من الدكتاتورية والتبعية من خلال عملية إسقاط نظام واستبداله بنظام أكثر تبعية وانبطاح..
وهنا تبرز أهمية دراسة استراتيجية المعارضة التي برزت مساندة لثورات التغيير وتحديد مدى انسجامها مع المطالب الجماهيرية ليس في مرحلة إسقاط النظام فقط لابل بعد هذه المرحلة وشكل النظام والدولة من الناحية السياسية والأيديولوجية والجغرافية.
إيمان سهيل
حرق المراحل لأجل أنظمة أكثر إنبطاحاً 1575