أصبح اليوم هناك من يقول إن الثورة حققت أهدافها بعد صدور قرارات الهيكلة الأخيرة.. وهناك من يقول إن ثورة الشباب لم تحقق أهدافها بعد.. وان ما تحقق هو مجرد سقوط رأس النظام السابق..
وفي حقيقة الأمر من وجهة نظري أن كلا تلك الأطروحات لا يمكن التعاطي معها من قبيل أن الثورة حققت أهدافها أو حتى جزءاً من أهدافها.. وأنا أقول وهذا اعتقادي أن الثورة لم تحقق أياً من أهدافها التي قامت من أجلها وثار الشباب واكتظت الساحات بالثائرين والثائرات وقدم الشباب أرواحهم ودمائهم وغامروا بمستقبلهم من أجل تحقيق أهداف ثورتهم التي لم يتحقق إلى الآن شيء منها.. وأقول ذلك كحقيقة يجب أن يعلمها الجميع, وعلى من يتكلم عن تحقيق أهداف الثورة بأنها قد أنجزت فليطلعنا عليها وليُرنا تلك الأهداف..
وأقول لأولئك المدعيين إن أهداف الثورة تحققت عن أي أهداف تتحدثون عنها وأن جل ما تتحدثون عنه لا يمت للأهداف السامية التي ثار الشباب والشعب من أجلها بصلة, فثورة الشباب لم تقم من أجل إسقاط عائلة صالح كهدف حدده الشباب لهم.. ولم يحدد الشباب من أهدافهم إعادة هيكلة الجيش ولا إقصاء رموز النظام السابق كأهداف بحد ذاتها ولأجلها قامت الثورة وضحى الشباب بدمائهم من أجلها وما سقوط صالح وعائلته ورموز نظامه إلا إحدى الوسائل والمحطات التي تعد إنجازاً في طريق تحقيق الأهداف.. إنجازاً للثوار وليس تحقيقاً لأهداف الثوار..
إن جوهر وروح الحياة لأهداف ثورة الشباب هي البحث عن المواطنة المتساوية والعدالة وفتح باب الفرص المتكافئة والحقوق المتساوية في العمل والعيش.. أهداف الشباب هي تحقيق العدالة المفقودة والحقوق المستلبة والممتلكات المصادرة.
أهداف ثورة الشباب لم تكن على الإطلاق مجرد إسقاط طاغوت ومستبد – ثورة الشباب لم تقم من أجل أن تسقط سلطة صالح التي كان يتعامل من خلالها من الوطن كرئيسٍ للشمال ومحتلٍ للجنوب.. لنستبدله بآخر يتعامل كرئيس للجنوب ومحتل للشمال.. لم تسقط رئيساً ترك اليمن عبارة عن مزرعة كبيرة يعيث بها أبناؤه كيف شاؤوا لنستبدله برئيس يفتح هو الآخر المجال لأولاده للعبث بمؤسسات الدولة.. ولا أريد أن أدخل في تفاصيل أكثر.. فالشواهد يندى لها الجبين.
كما أضيف أيضاً أن ثورة الشباب لم تسقط رئيساً تاجر بدماء اليمنيين وباع اليمنيين كقطيع أغنام ليقبض ثمن كل رأس تقتله الطائرات الأميركية بدون طيار.. بآخر يقدم رؤوس اليمنيين هدايا وعربون عصر جديد للأمريكان بالمجان..
كما أن ثورة الشباب لم تقم على طاغوت فاسد فقط, بل قامت على الظلم وممارسيه ومن يمارسون الظلم من أجل التسلط على اليمنيين أينما كانوا في كل شبر على أرض اليمن.. فالثورة لم تمنح الحوثيين صكوكاً في استعباد أبناء محافظة صعدة وبأموال وموازنة الدولة..
الثورة قامت من أجل تحقيق طفرة في الحرية وليس طفرة في العاصمة الطائفية والمناطقية والمذهبية والسلالية..
ولا أريد هنا أن أزيد في التعرج على أبلغ أهداف الثورة التي لم يتحقق منها شيء وما يسمى إنجازات تحققت هي مجرد أصنام أسقطت من كراسيها لتتربع عليها أصنام جديدة.. واستبداد جديد ودكتاتورية جديدة.. وأسوأ ما يخيفنا منها أنها تنشأ برعاية الثوار والمجتمع الدولي.
قاسم علي
الثورة حين تصنع مستبدا جديدا 1647