كمن ينحت في الصخر كانت بدايتها، طريق مكدود متعرج وطموح كبير وهموم مالية وإدارية وكادر صحفي وفنيون بمهام محددة وثبات في الإصدار ومواكبة لابد منها.. كل ذلك كانت هموماً كبيرة تطال (أخبار اليوم)؛ لكونها الصحيفة الأولى التي بدأت إصداراً يومياً لا يعرف التقاعس ولا التراجع, بل التصميم والإرادة القوية لتبقى أنموذجاً متميزاً وصحيفة يعتد بها وعلامة فارقة في الصحافة الأهلية اليمنية بما لديها اليوم من قدرات وإمكانيات، في ظرف زمني بسيط حققته بكفاح وعرق وروح جماعية خلاقة.
واليوم تحتفي بمرور(عشر سنوات) على إصدار أول عدد لتتوج نفسها مليكة هذه المهنة بلا مواربة، على الأقل كونها أرست مداميك تجربة في مسار الصحافة اليومية وقدمت صورة تحترم لكيف تكون الصحافة الأهلية في مستوى احترام المهنة وتقاليدها واحتراف المصداقية والشفافية وفوق كل ذلك الضمير الوطني وأخلاق المهنة التي طالما افتقدتها بعض الإصدارات ودونما إشارات إلى ذلك.. فإن (أخبار اليوم ) وقد رافقت تجربتها منذ أول عدد تجريبي أصدرته, هي اليوم بما تملكه من قدرات وكفاءات وإدارة تلتزم بمعايير المهنة تسجل حضوراً راقياً وتضع نفسها في الموقع الذي يجب، ملتزمة بالموضوعية ونشدان الحقيقة والانتماء الوطني المعبر عنه بموضوعية في مجمل الإصدارات, وهو أمر ما كان ليتم لولا تفاني الطاقم المهني والفني في حب العمل والتميز الذي جاء ثمرة جهود الكل في مسيرة ثلاثة أعوام قدمت تجربة لا يستهان بها ووضعت بصمات قوية في سجل الصحافة اليومية وعلى رأس هذا التفاني الصديقان العزيزان مدير مؤسسة الشموع الأستاذ(سيف الحاضري) ورئيس التحرير الأستاذ( أبراهيم مجاهد ), فلهما كل التحية والتقدير على مثابرتهما وجهدهما الطيب الذي أنبنى على الحب وهو جوهر الإبداع ومحركه الأول وهو وحده من يجعل الروح الجماعية تقدم ما هو خلاق وقادر على التكون الرائع..
هكذا أجد( أخبار اليوم) تأسست على القيمة النبيلة وجماليات الروح وعلى الوفاء واحترام الآخر ومنحه الحقوق كاملة وتقدير التميز أنى وجد.. وبصدق فإنه من زمن ليس بقصير وأنا في مؤسسة الشموع ألمس تحولاً نوعياً بين حين وآخر وتقدماً إلى الأفضل وريادة في العمل الصحفي والبناء المؤسسي الذي يفتقد إليه البعض ممن خاض هذا المعترك بهمومه وتطلعاته وآماله وآلامه.. وإذا كانت مؤسسة الشموع الرائدة قد حققت قفزات نوعية في مسار التطور والمهنية فإن (أخبار اليوم) وفي مدة لا تقاس استطاعت أن تنجز لنفسها انتصارات مهمة يشار إليها ولا يستطيع مؤرخ, أياً كان اليوم, أن يتناول الصحافة في بلادنا دون أن يقف على هذه الصحيفة بما لديها من حضور كبير ومهنية عالية وإمكانيات صحفية مهمة, أكانت مادية أو بشرية, ويكفيها اليوم فخراً أن لديها من المراسلين الصحفيين ما يغطي كل محافظات اليمن, بل وتغطي الكثير من المديريات في المحافظات المهمة وبكفاءة واقتدار وتميز يجعل المتابع لهذه الصحيفة يشعر بالاعتزاز أن ثمة صحافة تقدم نفسها بوثوقية وتتقدم إلى الأمام وتسهم في خلق مناخ ديمقراطي يحترم الرأي الآخر كما يحترم الحقوق والحريات.
وفي هذا السياق فإن هذه الصحيفة التي تزداد عطاءً وترسخ تقاليد مهنية نحن أحوج ما نكون إليها، تشكل في مجمل إنجازاتها رصيداً يعتد به، ويكفي أنها ضمت إليها الكفاءات, كما عملت على تدريب العديد من الكوادر الذين التحقوا بها ومن ثم اتجه البعض إلى مواقع صحفية أخرى واستطاعوا أن يقدموا عطاءاتهم بعد أن خاضوا تجربة المهنية في (أخبار اليوم).
وبحق نستطيع القول: إن التميز لا يأتي من فراغ ولا يكون بضربة لازب أو عصا سحرية وإنما بالسهر والتعب والمثابرة والإصرار وقوة العزيمة والسلوك القويم والانتصار للقضايا الوطنية واحترام القيم والمبادئ والأهداف وهو أمر لمسناه بقوة في مؤسسة الشموع وفي المقدمة منها (أخبار اليوم ).. ولولا الإخلاص والنزاهة التي يتحلى بها المسئولون والرقابة الذاتية أولاً وأخيراً واحتراف الحقيقة والبحث عنها والانتماء إليها، لما كان لـ(أخبار اليوم) أي موضع قدم.. قد يتفق معي البعض في هذا ويختلف البعض الآخر, لكن المؤكد أن الصحيفة قدمت نفسها بنجاح وشكلت حضوراً لا يستهان به وكسبت احترام الكثير, كما أغضبت الكثير.. ومن الطبيعي لمن يخوض معترك (أخبار اليوم) أن يجد كل هذا وأكثر من الصعاب والعراقيل والتحامل وعدم الرضاء, إلى جانب القارئ الذي يحترمها ويحرص على اقتنائها ويقدر جهودها في هذا الطريق الوعر..
وفي كل الأحوال هي هكذا الصحافة في بلادنا هموم لاتحد ومن ذات الهموم ينطلق النجاح وترسى التقاليد المهنية وتتجذر المهنة.. و(أخبار اليوم) بما لها أو عليها, من سلبي أو إيجابي, لاشك أنها قدرت على خوض العمل الصحفي وكسبت شهرة واسعة, على الأقل من خلال مبيعاتها الكبيرة التي تضعها في المصاف الأول من بين كل الإصدارات الصحفية.
فلـ(أخبار اليوم) وصاحب الامتياز الصديق العزيز/ سيف الحاضري ورئيس التحرير الصديق النبيل/ إبراهيم مجاهد وكل الزملاء الكتاب والمحررين والمراسلين والكادر الفني والمهني, لهم جميعاً أزجي التهنئة الخالصة بمرور( عشر سنوات) على الإصدار الأول, ولهم جميعاً أكاليل النجاح وقوافل الورود, فلولاهم لما كانت (أخبار اليوم) صحيفة نشطة تقرأ في أرجاء الوطن, ولولاهم لما تحققت مكاسب حقيقية في مسار العمل الصحفي وعلى وجه الخصوص الصحافة الأهلية.. لهم كزملاء أعزاء مثابرين ومجتهدين كل آيات الجمال ولصحيفتنا الغراء(أخبار اليوم) نقول: أنت فقط من رفع شعار" تباً للمستحيل" وتجاوز عتبات وموانع ما كان لأحد أن يتجاوزها لولا الإرادة وحب المهنة واحترام الحرف وقوة الضمير.. فلها كل الحب والتقدير والإجلال.
محمد اللوزي
أخبار اليوم.. تباً للمستحيل 1936