إن مظهر شوارع العاصمة صنعاء الرئيسية والفرعية منها وميادينها العامة, مظهر لا يليق بها على الإطلاق والنظافة العامة هي مطلب ديني إسلامي قبل أن يكون سلوكاً حضارياً وأخلاقياً.. وإذا ما قارنا العاصمة صنعاء بسواها من العواصم العربية فسنجد أنها لا ترقى إلى ذلك المستوى الأنيق المتحضر, فأين الميادين العامة الواسعة والمشجرة ونوافير المياه التي تبعث على انشراح الصدور؟, أين المسطحات الخضراء التي يتنزه فيها المواطنون؟, أين المجسمات الإبداعية المتنوعة التي تحاكي التراث اليمني العريق؟, أين الإنارة الجميلة التي توحي بالبهجة والسرور في النفوس؟!.
إن نظافة أي مدينة هو انعكاس مباشر لنظافة أهلها والمكان النظيف عنوان أهله.. أما بالنسبة للعاصمة صنعاء فيتعين أن يكون مظهراً رائعاً وجميلاً, لأنها وجه اليمن كاملاً.. وعلى الرغم من إيماننا العميق بإخلاص ووطنية أمين العاصمة الأستاذ/ عبد القادر هلال وبأنه أفضل من غيره الذين تعاقبوا على أمانة العاصمة.. إلا أننا نتمنى عليه أن يفتح لنا قلبه في هذه الملاحظات التي نرى أنها واجب وطني يهم الجميع.. ونتمنى أن نرى عاصمتنا الحبيبة صنعاء وهي في حلة قشيبة نتباهى بها بين عواصم العالم.. ونرى أنها قد خضعت للقذارة ردحاً من الزمن وآن الأوان لها أن تنفض عن وجهها الجميل أدران القذارة ونجاسة المجاري والمستنقعات النتنة.
صنعاء ذات التاريخ العريق التي يجب أن تكون جميلة نشتم في شوارعها وأحيائها عبق التاريخ وبخور اليمن وعطور أشجارها وورودها الجميلة.. بدلاً من روائح البلاليع الطافحة في كل شوارعها وأحيائها.. أليست هي أرض الجنتين؟, أليست هي أرض السعيدة؟, أليست هي أم العرب ومهدهم الأول؟, فمن منا يرضى أن تكون صنعاء بهذا المظهر المشين؟..
وإنني بقدر ما أنتقد الجهات الرسمية المسئولة عن تقصيرها في نظافة العاصمة صنعاء.. فإنني في ذات الوقت أنتقد جميع المواطنين عن تقصيرهم الواضح من سلوكهم اليومي الغير مسئول عن نظافة العاصمة, وعدم تفاعلهم الإيجابي معها.. كما أنتقد الجهات ذات العلاقة المباشرة بنظافة العاصمة, مثل وزارة الأشغال العامة ووزارة الصحة والسكان ووزارة البيئة ووزارة الكهرباء.. وكل الوزارات والمصالح الحكومية ذات الصلة بالموضوع.. وأرجوا أن يخجلوا من أنفسهم أمام دينهم وضمائرهم الميتة.. فهل أصبحتم جميعاً فاسدين ومصاصي دماء؟!.
علي نصر المنصوري
نظافة العاصمة صنعاء 1698