المناسبة كانت حفل تكريم الطلاب اليمنيين المبرزين في ولاية جوهور بارو في الجنوب الماليزي, أيضاً للقاء أبناء وقيادة الجالية اليمنية الماليزية في هذه الولاية, يرتبط اسم حضرموت واليمن في هذه الولاية بكل ما هو جميل, بدخول الإسلام إلى هذه البلدة, بالصوفية الحضرمية الجميلة والعادات القيمة, الصدق والنجاح في التجارة كان عنوان أبناء اليمن في هذه الولاية, الأسر الحضرمية تنتشر في هذه الولاية وخصوصاً السادة العلويين ذرية الإمام أحمد بن عيسى المهاجر رحمة الله, آل العيدروس والجفري والسقاف من كبريات الأسر في هذه الولاية, اكثر من مائة ألف جالية لديهم جمعية عددها يفوق خمسة آلاف مواطن أغلبهم يقطنون هذه الولاية.. استقبلنا البرفسور العيدروس بالبهجة, حيث أنها أول زيارة لهم لرئيس جالية, حدثونا عن أوضاعهم, حدثناهم عن اليمن عن حضرموت ديرة الدان والمساجد الشاهقة, عن الهجرة والوطن, يمنيون في ملامحهم وفخرهم بأصولهم اليمنية, لا ينقطعون عن اليمن لفترات طويلة, يأتون لزيارة الأربطة في تريم حضرموت وسيئون, يستقبلون الداعية الإسلامي الشهير/ عمر بن حفيظ وعلي زين العابدين الجفري, باعتبارهما إحدى مصادر النور الرباني والإسلامي المتوهجة, إسلامهم بسيط لا يحمل صيغة التطرف, لكنه شديد الأصالة والمحافظة على القيم السامية.
الكثير من أبناء الجالية في هذه الولاية تولوا الكثير من المناصب العليا, رؤساء جامعات ووزراء, يريدون الارتباط باليمن مجدداً, عن طريق حلقات تواصل حتى لا ينسون الثقافة والأصالة.. في أحد الأعراس تفاجأنا بأن العريس يرتدي العمامة اليمنية الشهيرة (القاوق) والتي يرتديها الهاشميون في اليمن, الرقص الحضرمي والتقاليد, قابلنا الكثير من أصحاب قصص النجاح في المجال التجاري والتعليمي, استنتجت قصة جميلة هي روح الكفاح والتفاني التي يتمتع بها اليمنيون حول العالم, حضرنا حفل تكريم الطلاب في هذه الولاية, هم أيضاً لهم نصيب من الإبداع من بين حوالي 120 طالباً يمنياً في الجامعة, أكثر من 30 طالباً يحصدون امتيازاً في مختلف التخصصات, شاهدنا رقصات الطلاب, البرع والشرح اللحجي, أناشيد وأغانٍ يمنية لموهوبين شباب زي الورد يورق القلب لرؤيتهم, انبهروا أيضاً بأداء الشباب, كرمنا الطلاب أنا ونائب رئيس الجامعة البرفسور أمير هاشم, دعوناهم لزيارتنا في العاصمة كوالالمبور لترتيب لقاءات موسعة والتعارف بشكل أوسع, أيضاً نقلنا لهم صورة جميلة عن اليمن اليوم, ورغبة وزارة المغتربين برعاية أبناء الجالية من أصول يمنية, دعوناهم لزيارة اليمن ووعدوا بالتلبية بأقرب وقت.. كان الوقت منتصف الليل, توجهت بالسيارة أنا وصديقي نحو العاصمة, كنا متعبين بعد ماراثون يوم طويل, لكن كنا أقوياء العزيمة حينما رأينا اليمن تسكن هذه الأرواح الجميلة.. حقاً إنها اليمن وأبناءها حيثما كانوا تراهم يحملون الدين والوطن, يكافحون من أجل الحياة وفي النهاية يكسبون الرهان.
*رئيس الجالية اليمنية في ماليزيا