ثلاثة شبان احترفوا اللصوصية والإجرام.. تمغنطوا أكثر بغواية إبليس ونسوا الله إلى حد فقدانهم لخواصهم الآدمية.. تحولوا في مساء يوم 23 أبريل الماضي إلى وحوش كاسرة نهشت جسد آدمي بريء مُسن في الثمانين من العمر في كهف أسفل جبل مسمان- حمادة م/ الأزارق..
المُسن- الضحية اسمه قايد صالح بن علي الملقب بـ (قُويْيد), بارح قريته وأهله منذ عشرات من السنين ليتخذ من كهف في أسفل الجبل مسكناً له وغنمه التي لا تتعدى بضعة رؤوس، وهي مصدر رزقه الوحيد, ليس له زوجة ولا أولاد ولا إنس ولا جان.. أنيسه الريح والجبل..
قبل عدة أيام من ارتكاب هؤلاء الشباب لجُرمهم كانوا قد (زاروا) المسكين قُويْيِد إلى كهفه وطلبوا منه نقوداً, فقال لهم ليس معي نقود، فقالو له أنت معك غنم أكيد عندك فلوس، فرد عليهم: أنا كلما بعت رأس غنم أشتري بقيمته مصروف لي، وغنمي تتناقص يوم وراء يوم وكم من ليلة أرى بقرب الجبل إضرام نار وأسمع (قعقعة) دسوت وصحون فيحرقني قلبي على غنمي, فأقوم أتفقدها فأجد رأس مفقود فأعرف أن السرق (لحسوه) وتتكرر عليّ السرقات مرات كثيرة وأنا صابر مفوض الأمر لله وحده, فأنا رجل عجوز لا أمشي إلا عكاز وليس معي أحد.
وعن حادثة الاعتداء عليه يقول العجوز المسكين (قُويْيد):" في ليلة 23 /4 / 2013م دخل على كهفي اثنان من أولئك الثلاثة الذين ذكرتهم ولم أشوف الثالث وقاموا الاثنين بضربي على رأسي بأدوات قوية ونهبوا فلوسي وواصلوا الضرب لي وأنا أصيح حتى أغمي عليّ، وأسعفوني الطييبين من القرية المجاورة ووجدت نفسي في مستشفى الضالع.. وأحمد الله على حالي هذا، وأسأل الله أن ينتقم لي من هؤلاء الذين تبختروا وتجبروا عليّ وأنا رجل عجوز ما عندي لأحد أي شيء, منعزل لنفسي في هذا الكهف منذ أكثر من أربعين عاماً, أعبد الهي وأرعى غنمي".
الله يشفيك والدنا (قُويْيد) وثق (ليس الله بغافل عما يعمله الظالمون), فلقد فضح الله هؤلاء الممشوحة أياديهم القذرة بدمك الطاهر وهاهم الآن قابعون في السجن وسينالون جزاؤهم.
الختام: نشكر كل الإخوة المواطنين الذين لم يزل حب الله جارياً في دمائهم بتمثُل أوامره في نصرة الحق وإزهاق الباطل، ونطالب كل الصالحين بالمزيد من الاستشاطة بالغضب ضد أمثال هؤلاء المجرمين لتطهير صفوفنا من هذا التلوث الأخلاقي المدمر لقيمنا الإسلامية الرفيعة.. ونقول لكل الذين ينازعهم الشّر: لم تزل الفرصة سانحة لإصلاح أنفسكم، أما إذا لم تبالوا فإن بؤس المصير ينتظركم، وتيقنوا ثم تيقنوا أنه مهما طال الأمد لكم ستلاقون شر الجزاء (ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة) صدق الله العظيم.
قائد دربان
الممغنطون بغواية إبليس 1466