يلعب الإعلام دوراً هاماً ومؤثراً في حياة الشعوب والأمم واليوم ومع الثورة الإعلامية أصبح الإنسان ابن الإعلام تربية وتوجيهاً وتأثيراً، وفي المجال السياسي وتشكيل الرأي العام يأخذ الإعلام بوسائله المختلفة واتجاهاته المتعددة- يأخذ زمام المبادرة والتحاور والتدافع، وتأثير الكلمة في الواقع وتحولاته تأثيراً واضحاً وملموساً.
وفي بلادنا تلعب الصحافة دوراً مؤثراً في مسار الأحداث والمتغيرات وإن لم تكن هذه الصحف بحجم صناعة الأحداث ولكنها قادرة على التأثير في مسارها واللعب باتجاهاتها وتوجهاتها.. وإذا تأملنا الخارطة الصحفية وبإصداراتها المتنوعة والمتعددة والتي تشهد مواليد العديد من الإصدارات الجديدة والمتجددة، نجد كماً هائلاً وأعداداً كبيرة من الصحف والمجلات والدوريات والإصدارات، إلا أن صحفاً قليلة تعد بالأصابع هي المؤثرة والموجهة والفاعلة.
ولا شك أن صحيفة (أخبار اليوم) في مقدمة هذه الصحف والإصدارات، ولقد شكلت منذ انطلاقتها قبل تسع سنوات خطوة نوعية في العمل الصحفي الأهلي، حيث كانت أول صحفية غير رسمية تصدر بصورة يومية، وتمتلك مقراً صحفياً مناسباً ومجهزاً بأحدث الأجهزة ومتطلبات العمل الصحفي والإصدار اليومي والإصدار اليومي وخاصة في ذلك الوقت كان يعتبر تحدياً كبيراً وإنجازاً ملموساً..
ومع المهنية العالية التي تميزت بها (أخبار اليوم) إلا أنها كانت لسنوات موضعاً للاستهداف والانتقاص من قبل عدة أطراف ودوائر، كانت تشكك بمصداقية الصحيفة وانتمائها الوطني وتوجهها المهني.. وقد أظهرت الأيام وأفصحت الأحداث عن بطلان وكذب تلك الاتهامات وسقوط تلك الادعاءات، وثبت للجميع أن (أخبار اليوم) صحيفة مهنية ووسيلة إعلامية مستقلة وحرة تؤدي رسالتها بكل وضوح ومصداقية وبقدر عالٍ من الحرية والشفافية، ليست رمادية ولا عائمة وليست أمنية ولا سلطوية، وإنما هي صحيفة قضية بطعم وطني ولون قومي وانتماء إسلامي، كرست خطابها للدفاع عن قضايا الأمة وفضح المخططات الهادفة لمسخ الهوية الوطنية والقومية والإسلامية..
لقد عرفت وتابعت صحيفة (أخبار اليوم) منذ الأعداد الأولى في النصف الثاني من عام 2004م وقد لفت نظري وأثار اهتمامي الاتجاه والتوجه الذي اختطته الصحيفة لنفسها واختارته لمسيرتها ويوماً بعد يوم وعدد بعد عدد كان إعجابي بها ومتابعتي لها يزيد.. وفي أواخر شهر أغسطس 2006م علمت أن مؤسسة الشموع علقت إصداراتها احتجاجاً على الضغوط والابتزازات التي يمارسها المعهد الديمقراطي الأميركي بصنعاء من أجل دفع الحكومة اليمنية لممارسة ضغوطاتها على مؤسسة «الشموع» واتخاذ إجراءات من شأنها تكميم صوت (أخبار اليوم) وأخواتها، وكان لهذا الموقف الأثر الكبير في نفسي ووجداني، حيث قمت بكتابة رسالة تأييد وتضامن مع مؤسسة الشموع وفي المقدمة صحيفة (أخبار اليوم)..
وعقب ذلك تلقيت رساله من الأخ/سيف الحاضري يشكرني فيها على موقفي وتضامني مع المؤسسة ويدعوني للكتابة في صحفية (أخبار اليوم) وصحيفة (الشموع)، وقد تقبلت الدعوة وشرعت في الكتابة للصحيفة منذ ذلك الوقت سبتمبر 2006م وإلى يوم الناس هذا, أي منذ سبع سنوات وأنا اكتب في صحيفة (أخبار اليوم) وأخواتها، عرفت خلالها أنها عندما توالي أو تعارض فإنها تعتمد على أسس واضحة وتقديرات صحيحة وفي اطار المصلحة العامة، وأنها توالي برشد وتعارض بوعي، توازن بين المصالح والمفاسد، وتراعي الصالح العام وتفتح صفحاتها لكل الناس بكل حرية ومسؤولية وفي إطار الثوابت الدينية والوطنية..
ومع كل الضغوط والتحديات التي تواجه (أخبار اليوم) فقد واصلت مسيرتها بشجاعة واقتدار، وبصبر جميل ونظر بعيد وتطلع لكل ما هو جاد وجديد.. تعرفت خلالها على آليات ووسائل العمل داخل هذه الصحيفة والتجهيزات الفنية الرائعة والتقنيات المتقدمة، والتي كان آخرها صالة الأخبار الجديدة والتي تم افتتاحها قبل شهر تقريباً، وهي الأولى على مستوى اليمن..
واليوم وهي تحتفل بمناسبة صدور العدد 3000, تفتخر برصيدها الوطني الكبير، وبمسارها المهني الرائد، وبحضورها الجماهيري والشعبي الواسع، والذي اكتسبته خلال مسيرتها الشاقة وسيرتها العطرة والتي يقف ورائها كوكبة من الزملاء الصحفيين والإعلاميين والطاقم الإداري وجميع العاملين وفي مقدمتهم الصديق والزميل الأخ/ سيف محمد أحمد الحاضري, صاحب المبادرة ورائد هذه المؤسسة، والأخ العزيز الزميل/ إبراهيم مجاهد, الساهر كل ليلة بصبر ودأب ووعي، ومعه طاقم التحرير وجميع العاملين والكتبة المجاهدين في سبيل الكلمة الصادقة والرسالة الواضحة، والحقيقة الساطعة.. فلهم مني جميعاً خالص التحية والتقدير وفائق الشكر والامتنان، والتهنئة بمناسبة صدور العدد 3000 وبداية الألفية الرابعة بفضل الله وتوفيقه, ثم بجهود العاملين فيها وجمهور المتابعين والمحبين في كل محافظات ومناطق اليمن الواحد والوطن الواعد.
عبد الفتاح البتول
أخبار اليوم والألفية الرابعة..فجر دائم وشروق مستمر 1691