لكم كنت سعيدًا وأنا أتصفح الرئيسية على صفحتي في الفيس وإذا بخبر ينقله الأستاذ الفاضل/علي عمير العولقي عن عقد صلح بين قبيلتين في شبوة اكتوى أبناؤها بنار الثأر والصراعات المفتعلة التي تذكي نارها أطراف من داخل السلطة وخارجها لمنافع مادية الكل يعلمها وحتى يبقى أبناء هذه المحافظة تشغلهم الصراعات وتقزم طموحاتهم الأحداث وليبقوا في حاجة إلى دعم الآخر والارتماء في أحضان أطماعه الشيطانية.. كم كنت أتمنى لو سبق هذا الصلح يومين من عمر الزمن حين كان موعد مشاركتي في برنامج تلفزيوني وإذاعي تجريبيين بكلية الآداب حين سألت بعد توجيهي دعوة سابقة لأبناء شبوة كافة بعد الحدث المؤلم في12/12/2012م الذي ذهب ضحيته 12 شخصاً.. هل وجدت دعوتك أي أصداء لدى الأطراف المعنية في المحافظة، لكانت الإجابة مغايرة، الإجابة للأسف التي ما كنت أود قولها، لكننا اليوم نقول إننا لربما وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح, إننا مدعوون مجددًا إلى رص الصفوف والالتفات إلى مصالحنا وإلى قيمنا المنبثقة من تعاليم ديننا الحنيف الذي يحرم قتل النفس إلا بالحق الذي تقوم به الجماعة المختصة والمخولة شرعًا وقانونًا..
وهذا الصلح الذي جاء بعد صراع طويل امتد لعقود بين هاتين القبيلتين يعد ومضة من الأمل لتبدد ركام الأحداث المتلاطمة التي تاه في أتونها معظم أبناء شبوة الأبطال والتي استهلكت منهم الحرث والنسل وشبوة ليست إلا واحدة من كثير من مدن اليمن وقراه اللواتي غرقن في وحل الثارات التي أتت على الأخضر واليابس حتى نظر إلينا العالم بوصفنا شعبًا متخلفًا لا يستحق الحياة!.
واليوم وفي تاريخ اليمن ما بعد الرئيس السابق صالح علينا أن نغير مجرى التاريخ بفعل يستحق أن تقف له الأجيال من بعدنا إجلالًا وإكباراً، فليتداعى المخلصون والشرفاء في هذا البلد المعطاء إلى تجريم الثأر ومعالجة آثاره وأنا على ثقة بأن في هذا الوطن من يحرص على أمنه ومصالحه وتقدمه وازدهاره وأن من أبناء هذا الوطن من لديه الاستعداد بالمساهمة المادية والمعنوية لإخماد شرارة الثأر التي تخرج لنا يوماً بعد يوم مخرجات جاهلة متخلفة لا تؤمن إلا بلغة القوة ومنطق الجهل.. ولنستشعر أننا في يوم من أيام الدهر فتحنا العالم بسيوف الحق لا بمنطق العصبية والتخلف وما وصفنا من رسول الأمة بالحكمة والإيمان إلا لأننا كنا مستحقين لذلك، فعودًا على بدئ أيها اليمانيون ولنري العالم منا خيرًا ولنقول ما قاله البردوني عليه رحمة الله:
ألا ترى يا أبا تمام بارقنا ... إن السماء ترجى حين تحتجب.
محمد أبوبكر شوبان
ومضة من عمق الظلام 1594