عندما تم التوافق على شخص الرئيس الانتقالي/عبد ربه منصور هادي، لتسّلم زمام الأمور في البلاد، كنت كواحد من المواطنين اشك بقدرة الرجل على إخراج البلاد من أزماتها الحالكة.. ليس تقليلاً من شخصيته حاشا لله ولكن إدراكاً مني بخطورة الوضع آنذاك وصعوبة السيطرة عليه، لاسيما والوطن كان يتجه نحو المجهول.. وكل طرف كان موّجهاً بندقيته صوب الآخر، وينتظر الفرصة السانحة للقضاء على خصمه.. والمجتمع كان مقسماً (سياسياً، وشعبياً، ونخبوياً) بل وحتى (دينياً).. ببساطة كان هناك ما يمكن تشبيهه بـ(دولتين، حكومتين، رئيسين، جيشين، شعبين) وحتى العلماء (علماء مع النظام، علماء ضد النظام) جُمعتين، ساحتين.. ولكن اليوم وقد قطعنا شوطاً كبيراً من العملية الانتقالية، وحققنا نجاحات ملموسة ومُرضية.. بفضل الله وبفضل المبادرة الخليجية التي عملت على نزع فتيل الأزمة وجنبتنا الدخول في حرب أهلية.. من خلال العمل بآليتها التنفيذية، بدءاً من الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة الائتلافية، ولجنة الشؤون العسكرية، وما صاحبهما وصولاً إلى انعقاد مؤتمر الحوار الوطني، وإعادة تشكيل وهيكلة المؤسسة العسكرية.
وبناءً على ما سبق ذكره نستطيع القول إن هادي قادر على استعادة الدولة اليمنية التي فـُقدت منذ عقود طويلة.. فالرجل وللأمانة اثبت جدارته وقدرته على قيادة الأمور، وتماشيه مع متطلبات المرحلة الراهنة بحكمة عالية، تجلت بعمله على إرضاء كافة الأطراف المتصارعة، وهو ما مكنه من نزع فتيل أزمة كارثية كادت أن تودي باليمن إلى حافة الهاوية.
موسى العيزقي
استعادة الدولة 1455