وطن بحجم اليمن أكثر من خمسة آلاف عام قبل الميلاد وصاحب الحضارة الوحيدة في التاريخ الإنساني التي تأسست على المدنية وتصوروا في بلد أول من بنى ناطحات السحاب وأول من بنى السدود.. وطن قدم للبشرية العلماء في العلوم والآداب والفقه ...الخ وهم أول من ساندوا واعتنقوا كل الديانات من اليهودية والمسيحية والإسلام ودافعوا عنها, تصوروا كل هذا التاريخ والموروث الثقافي ويأتي على أخر الزمن من يدعي الوصاية على هذا الوطن سواء في طالبي الزعامة وناهبي المال العام -الشمال- أو عشرة أو عشرين من الباحثين عن النفوذ والسلطة –الجنوب- والذين يبتزون اليمن واليمنيين من أجل مصالحهم ولو حتى على حساب وحدتنا وتراثنا ومستقبل أجيالنا..
كنت قلت قبل أيام إننا نريد ان نكتب حول عمل استفتاء لهؤلاء هل يمثلون هؤلاء اليمنيين في الشمال أو الجنوب فقال البعض إنها فكرة غير مناسبة, لكن مع سماعي لها من تصريح للسفير الروسي وازدياد حدة النبرة من الذين يدعون تمثيل الجنوب حصريا فإننا ندعو اليوم الجميع وندعو رعاة المبادرة إما أن يسرعوا في الانتخابات النيابية ويلزموا هؤلاء النفر من اليمنيين للمنافسة لمعرفة حجم تمثيلهم وبعدها سنحكم هل هم فعلا الناطق باسم الجنوب أو الناطقون باسم الشمال وفي حال صوت لهم اليمنيون فإن الداخل والخارج سيحترم هذه القناعات وسنسمع لكل تصريح وتهديد بتحويل اليمن إلى عدة أقطار أما أن أعطاهم الشعب كغيرهم أو أقل فنقول لهم هذا الوطن يتسع للجميع ولا داعي لتفصيل مواقفكم على هوى الداعمين وموردي السلاح ولنبدأ سويا بصنع يمن قوي -اقتصاديا وسياسيا وعسكريا- والى حين تحقيق هذا الاستفتاء الذي لم يبقَ له سوى القليل نطلب منهم أن يعتذروا لليمن فلم نسمع في تاريخنا إن هناك دعوة قامت في هذا الوطن وطالبت بالتنكر لاسم وتاريخ اليمن إلا هؤلاء الساسة ولم نسمع كذلك في تاريخنا من عمد إلى تخريب خطوط الكهرباء أو النفط أو ألياف الأنترنت إلا هؤلاء الساسة وحتى قطع الطرقات يشجعون ويمولون من يقوم بقطعها بل كانت تحث الحروب بين القبائل أو الدويلات المتناحرة وتسيل الدماء فيها انهاراً, لكن ما سمعنا بأنهم يقطعون الطرقات بل يعتبرون من يقطعها أو يغدر بإنسان حتى إن كان له ثار معه فيها فيعتبرونه قد ارتكب جريمة وخالف التقاليد أفلا يستحق الوطن من هؤلاء أن يعتذروا للوطن وينفذوا شروط التوبة لكي يصفح عنهم اليمنيون؟
وأخيراً نقول لكل من يقدم رؤية وفكرة لحل قضية في الشمال أو الجنوب أو ينفذ خطة لحماية الأمن وإنعاش الاقتصاد أو يسعي لتعزير روح الحوار وبناء الثقة بين اليمنيين إلى كل هؤلاء نقول لهم لقد سجلتم لأنفسكم وفي أنصع صفحات التاريخ أنكم ساهمتم في إنقاذ اليمن من التشرذم والحرب الأهلية والنجاة من الموت بسبب الفقر والبطالة والحرمان التي صنعتها الأنظمة الديكتاتورية وإن شاء الله سيكتب لكم أنكم ممن قال فيهم تعالى (ومن أحياها فقد أحيا الناس جميعا) وهي نفس واحدة, فما بالك بمن يحيي شعباً وينقذه من الضياع.
فؤاد الفقيه
اعتذروا للوطن 1371