كم أنت كبيرة يا تعز.. أحلامك.. أطفالك.. أحرارك.. وحتى خيبات ظنونك!.
كم كنت أحلم بك عاصمة ثقافية والنقاء يغطي سماءك!.
كم حلمت بك عاصمة للثقافة وقد غادر المشوّهون ترابك لافظين آخر أنفاس حقدهم عليكِ.
كم حلمت بك عاصمة للثقافة وشوارعك يتراقص فيها الفراش وتكتسي أزقتها وشاح الأمان.. لا ذباب ولا هوام ولا وحوش ولا خراب ولا سلاح.
كم حلمت أن تذهب طفلتي إلى مدرستها تتقافز في عينيها فرحة الأطفال لا تفزع من نظرات (محبِّب) ولا اشتباكات ولا طلقات رصاص!.
كم حلمت أن أحتفي بك فقد أتعبني البحث عن مراجعي لاستكمال أطروحة الدكتوراه ومكتباتنا عقيمة رغم ما تنوء به من الحمل.
عاصمة الثقافة تحتفل اليوم, لأن من أحلامها أن تكون عاصمة للثقافة!.. عاصمة الثقافة جامعتها مغلقة منذ شهرين.. ومكتب التربية والتعليم أساسات بقائه متهاوية.. وإرادة محافِظها لقتلة أبنائها ومهدمي قيم المدنية مرتهنة!!..
كنت أتمنى أن أحتفي بك يا مدينتي ولكن أوجاعي أثقلتني عن تصنُّع الابتسامة... مرافئ شطآنك محاصرة بنعيق الغربان.. والذباب يشن غاراته على نسمات الصباح.. وقهر ( الضّباحى) في الجولات كل يوم يحملون معاولهم بانتظار قادم وضع يستدعي النواح!..
أتمنى ان أفتح عيني فجأة فأراك حقًّاً.. (عاصمة الأفراح).. أتمنى أن أكسر كابوس الأحلام فأنزع اسم الحالمة لتشرق في أرض الناس حقائق وفعالاً وثقافات مع إحساس!.
خديجة عبد الملك داوود
تعز عاصمة ثقافية 1464