سكان حي الجامعة، والأحياء المتصلة بها, الملتصقة بساحة التغيير، طولاً وعرضاً، قدموا تضحيات لا يمكن أن تنسى، وصبروا على الخوف والرعب والحاجة والعطش صبر الجبال الرواسي، وتعطلت مصالحهم وأغلقت محلاتهم وهجر المستأجرون منازلهم ودكاكينهم التي كانت إيجاراتها تساعدهم على تلبية الضروريات من الاحتياجات المعيشية، وأفلس بعض التجار الصغار منهم، وكابد السكان الظلام وتعايشوا مع انعدام السلع الضرورية وسعر وايت الماء الذي وصل إلى ستة آلاف ريال، ودبة الغاز التي وصلت إلى عشرة آلاف ريال، شأنهم فيما يتعلق بالغاز شأن بقية المدينة، ولكن بزيادة الخوف والرعب وطلقات الرصاص التي كانت تسيل بسببها الدماء ليل نهار، وتعرض الكثير منهم لرصاصات القناصة وهم يمرون بالشوارع واستشهد البعض منهم نساء "إحداهن أصابتها طلقة قناص فأردتها وهي حامل شمال المدرسة الأهلية" ورجال أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الشهيدين المقدم/ خالد عبد الولي حسان والأستاذ الذي تم قنصه وهو في باب منزله عبد المجيد السماوي أمام البوابة الغربية للجامعة القديمة.
سكان حي الجامعة صبروا وتحملوا هذا وأكثر منه حيث طالت العديد من البيوت زخات الرصاص التي كان يطلقها المتقاتلون من الشرق والغرب ومن الشمال والجنوب عشرات المرات رغم مواقفهم الفاعلة والإيجابية من الثورة، والنادر لا حكم له، سكان حيى الجامعة مواطنون ثوار يستحقون أن تنظر إليهم الدولة ومؤسساتها الخدمية نظرة خاصة فيها من التقدير ما هم جديرون به، ويستحقون أن تسرع لجنة التعويضات في إنصافهم, ويستحقون من الكتاب والشعراء والأدباء أن يخلدوا ملحمة صبرهم وصمودهم ومشاركتهم للثوار كل معاناتهم وصبرهم وجلدهم وتقديم الأنموذج القدوة في الشجاعة والتحمل.
سكان حيى الجامعة لا يستحقون من وزارة الكهرباء أن تأمر بقطع التيار الكهربائي على منازلهم لأنهم عاجزون عن تسديد الفواتير، سكان حيى الجامعة يستحقون أن تدفع لهم التعويضات عما أصابهم من الخسائر المادية وأن تنظر في مشكلة تسديد فواتير الكهرباء والماء للعامين 2011م و2012م بعد أن تنصفهم أولاً، أما أن تلاحقهم مؤسسة الكهرباء باعتبار أن "حقها حق وحق سكان حي الجامعة وما إليه مرق" فهذا ليس عدلاً.
إن الذين يهددوننا الآن بالإظلام بحسب أهوائهم لم يكن أحد منهم ليجرؤ على الاقتراب من الساحة حينما كانت الرصاص تصم الآذان وتفجع السكان.
فإلى العزيز الدكتور/ صالح سميع الذي عايش مأساة هذا الحي بشكل شبه يومي فعرفها عن قرب بحكم وجوده اليومي في ساحة التغيير، وإلى إدارة المؤسسة العامة للكهرباء، وإلى العزيز وزير المياه ومؤسسته:
رفقاً بأهالي حي الجامعة وما حوله الذي يضم الآن العشرات من المعاقين والمكلومين والثكالى والأيتام والأرامل ضحايا الرغبة في القتل، ويضم المفلسين والفقراء والمحتاجين بفعل ما تعرضوا له من محنة وبفعل مناصرتهم للثورة الشبابية الشعبية السلمية الخالدة، رفقاً بهم يا سادة فهم لا يستحقون العقاب، هم جديرون بالمكافئة والتبجيل، فهل من عدل يطال هؤلاء؟ اللهم أنت الحكم.
محسن خصروف
هل يستحق سكان حي الجامعة العقاب؟ أم جبر الضرر؟ 1812