تفشى سلوك مقيت في مجتمعنا اليمني الأصيل بصورة لم يسبق لها نظير في تاريخ الإنسان اليمني.. كانت بلادنا معبراً آمناً للقوافل المحمّلة بنفائس البضائع على مر العصور, حتى اشتهرت في التاريخ مسميات لبعض هذه الطرق الآمنة " طريق اللبان.. البخور".. وهناك المنفذ الأكثر أهمية في العصر الحديث "باب المندب" الشريان التاجي للملاحة الدولية..
كنا معبراً آمناً للحياة عبر الأزمان.. وكان عقلاؤنا وكبراؤنا يخجلون ويأنفون من اقتراف فعل معيب.. واليوم لم يعد عيباً أن يقطع الطريق شيوخ القبائل, في شبوة ومأرب.. وأيضاً المثقفون.. وأخيراً المهمشون.. تساووا كلهم في انتهاج هذا الأسلوب الغير حضاري للمطالبة بحقوقهم المزعومة!!..
القبيلي الشهم الذي كان يجير الغريب ويحمي عابر السبيل أضحى قاطع طريق.. مخرباً لمصالح أمته!!.. والمثقف.. المهذب.. المتمدن.. افترش طرقاً وقطع سبلاً للناس وعطّل مصالحهم وعقّد حياتهم بذريعة ثورة وئدت منذ زمن!!.. والمهمش اقتدى بالاثنين وقطع شرياناً هاماً في محافظة تعز يمد كل خطوط السير في تعز بحجة قتل أحدهم لفرد من أفراده!!..
وتقطع طرق على مفرق كذا وعلى مدخل مدينة كذا, وهلم جرا.. وصار شعب الحضارة العريقة والإيمان والحكمة متواطئاً على قبول ثقافة قطع الطريق هذه الدخيلة علينا!..
لن نستثير نخوة القبيلي المقدمة إجازة مفتوحة من قيد المروءة.. ولا عقلية المثقف الذي ارتدى بردعة الرجل البدائي دون أن يشعر.. وبالطبع لن نتوجه بخطابنا للمهمش الذي يرى الأسياد ينتهجون هذا المنهج المشين بكل جرأة ويغلفونه بحجج شتى اقتبسوها من ثقافة شوارعية فجة!.. بل خطابنا للدولة التي نتمنى أن تستعيد هيمنتها على هؤلاء المغيبين عن هويتهم الأصيلة, قطّاع الطرق, بشتى مسمياتهم وألقابهم.. فإن الله ليزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن
نبيلة الوليدي
من يفتح الطريق؟! 1567