إنها الأم التي ولدت الوزراء والقادة فلم يقف معها أحد منهم!!.. لم تعد كلية التربية تربوية كما بدأت؛ لم يعد أبناؤها منتمين إليها، كل منهم أخذ مبتغاه منها ورحل.. كليتنا العريقة أم كليات التربية في جميع أنحاء اليمن أصبحت وحيدة، لا تجد من يوقف التعدي على هويتها التربوية، العبث بهويتها مستمر بوعي وبدون وعي ولا أحد يستمع لصرخاتها، هجرها معظم أبنائها إلى كل أنحاء العالم، وغادرها الباقون إلى مواقع القرار في الوزارات والمؤسسات والسفارات والجامعات الخاصة، وتركوها وحدها تواجه عاصفة الإلغاء، أراها تنحدر بسرعة نحو الإلغاء من القائمة التربوية وكلهم يتفرجون على سقوطها وكأن الأمر لا يعني أحدا، صارت تعاني من ممارسات مكثفة لإلغاء هويتها وتحويلها إلى كلية أكاديمية.. المحزن المبكي أن من يسعون إلى إلغاء هويتها لا يفكرون أنهم يسيرون بها إلى الهاوية..
لم يعد لكليتنا ظهر تستند إليه ليدافع عن هويتها، مجلس كليتنا لم يعد تربويا فجميع رؤساء الأقسام ليست لهم علاقة بالتخصص التربوي لذلك لن يدافعوا عن عراقة كلية لا يدركون قيمة هويتها التربوية..
في كل أنحاء العالم كليات التربية محترمة لا يملك قرارها إلا المتخصصون في التربية، إلا في جامعة صنعاء فقد قتلتها السياسة وصارت كلية التربية مطمعا تتقاذفها الأحزاب من فترة لأخرى حتى سقطت مغشيا عليها.. اليوم يتم انتهاك المعايير الأكاديمية داخلها من أجل المال ومن أجل الحزبية وعلى مرأى ومسمع من نيابة الدراسات العليا ونيابة الشؤون الأكاديمية ورئاسة الجامعة ووزارة التعليم العالي.. كلهم يعرفون ما يحدث في كلية التربية وبعضهم يبارك الانتهاكات إرضاء لحزبه ودعما لأنصار حزبه، وبعضهم منشغل عنها بمشاريعه الخاصة.. لأنهم يعلمون أن ما يتم لا يضر أحدا سوى كلية التربية هذه الكلية التي عقها أبناؤها بعد أن استنفدوا كل قواها.. ويا كليتنا لك الله، وكلمات الرثاء في زمن صار فيه الحق ذليلاً!!.
* أستاذ مشارك في مناهج اللغة العربية وطرائق تدريسها بكلية التربية جامعة صنعاء- رئيس قسم مكتبة مركز النوع الاجتماعي والتنمية.
المحافظ مدني والأسلوب عسكري!!
صامد العامري
هذه هي الحالمة وهذا هو الأسلوب الذي صدر على التكرار من محافظ صعد إلى منصبه بمحسوبية الثورة والتغيير، شوقي هائل قيل عنه رجل مدني وقيل عنه غني من بيتهم وقيل عنه رجل حضاري وقيل وقيل ولكن خاب من ظن بذلك, فما زالت الأساليب التي استخدمت استبدادياً من قبل النظام الإقصائي تستخدم بتعز بعد قيام الثورة وبطريقة تفنن دون طرح أي محسوبية للثورة والشهداء والمدنية.. فما زالت أطقم الدولة تستخدم للمسيرات التأييدية الحزبية العنصرية الفذة وما زالت الشوارع تقطع من قبل رجال المرور وسيارات شرطات المرور من اجل إقامة المهرجانات الخاصة به والأسلوب نفس الأسلوب حتى الشعارات واللوحات هي نفسها سب وشتم وتحدي وكأننا في معترك.. بل والأشخاص هم أنفسهم.. ولكن بالأمس برعاية الرئيس السابق واليوم بأسلوب ووجه جديد..
الاعتداءات تتكرر على شباب الثورة وناشطيها كما كانت مسبقاً بحجة التصحيح والوقوف مع الفرد الحاكم، تهديدات بالاستقالة من المناصب كما كان عفاش يستخدم هذا الأسلوب ويخرج مناصريه الذين لا ضمير لهم من أصحاب القضايا والمتهمين بقضايا قتل ونهب وسرقات.. الخ بُحجة أن الشعب يريده ويريد سياسته.
المحافظ مدني وأسلوب الخطابة عسكري, تهديدات ومنادات للحوار باللفظ المشهور "تعالوا تعالوا نتحاور" .. لكن ما يفصلنا عن الماضي يا محافظ المحافظة أن هناك ثورة قامت وان الشهداء دفعوا الثمن وان الأفواه لن تصمت وان القضية سارية وان اليأس لملم شراعه وان النضال مستمر وان الحقيقة منصورة..
لابد أن تعي يا محافظ المحافظة بان هذا الإقصاء والانحياز لحزبك وإعطاءه صلاحيات هشة تؤدي بمرتكبيها إلى الجحيم سوف تأتي على رأس متخذيها وانك صعدت محافظاً بالإجماع..
لابد من محافظ المحافظة أن يعي بأنه لابد من الاعتراف بالآخر كمكون مجتمعي وهذه من حقوقه وليس عطاءً منك..
المناصرون للمسيرة المصطحبة بالعنف وأعمال الفوضى والشغب الغير خلاقة بغرض الوقوف وراء مصالحهم إنما خانتهم عقولهم وصاروا أصحاب قضية صغيرة المدى وربما تحققت..
إن الذين يبررون الثورة والمشروع الثوري في تعز على انه صراع بين الإصلاح وبين شوقي هائل هم أنفسهم كانوا بالأمس يبررون بأن الثورة صراع بين طرفين..
سيدفع الثمن كل من اعتدى على نشطاء الثورة وسيدفع الثمن كل من اعتدى على خيم أسر الشهداء التي لا يستطيع المحافظ حمايتها وهي جوار المحافظة.
الثورة مستمرة.. والعمل الثوري قائم.. حتى ترضى عنا دماء الشهداء وتتحقق الدولة المدنية المنشودة.
د. سعاد سالم السبع
لصالح من يتم التآمر ضد كلية التربية في جامعة صنعا؟! 1545