دعوا عدن يأتيها رزقها رغداً، كفاية مزايدة باسمها والجنوب.. لقد خبرناكم دهراً فكنتم الجوع والتشرد والفوضى والبحث عن سلطة واستبداد، فلا تجعلوها رهينتكم كلما بدى لكم دعم خارجي وارتزاق ولا تعتلوا منابر الوطنية والصياح والنياح على مدينة الحب والسلام التي تبحث عن سكينة ومقاربة مع الفرح والخروج من حالة الإستخذاء لدى البعض من القوى المرتهنة إلى الخارج التي تطل بقرنيها لتناطح وطناً بأسره وترغب في الادعاء بأنها وليس غيرها من يمثل عدن والجنوب.. وهي ذات القوى التي جعلت الجنوب ينزف بغزارة، هي ذاتها التي قتلت بالهوية ومزقت حلماً، وعبثت بمقدرات وكانت من يوم أن وجدت شؤماً وخبثاً وماتزال في ذات الموقع تعبث بالجمال، وتنسب لنفسها بطولات وشرعية سلطة ونضال من الخرط والوهم وتجري في ذلك جري الوحوش كلما لمع لها بريق مال حرام ووصل إليها بطرق استرزاق لغايات العبث..
دعوا عدن والجنوب يتنفس الصعداء، يعيش الحب، يبتهج بالزمن، فلقد مر عمر طويل وأنتم أنتم، فاشلون ومرهقون للبلاد وأوصياء على حياة، وتلك مأساة بلاد بأسرها أنكم ما تزالون أدعياء في مقابل إلغاء أجيال من حقها في الحرية والعدالة والسلطة ومن حقها أن تكون صاحبة مشروع مستقبلي خارج مستنقع الكراهية والتمزق والعنف وثقافة الإغواء واللجوء إلى الشيطان للكسب غير المشروع.
أيها الواهمون إنكم قادرون على لي عنق الوطن بمبتغاكم الهزيل: الجنوب يريد تدفق أموال من استثمارات وتنمية وموارد قابلة لتكوين حياة من جمال وحب فقط حينما تتوارون أنتم ويعم السلام والحب هذا الجنوب وقبلته عدن.. السلام وحده وليس زعيقكم ونعيقكم من يحقق المواطنة المتساوية ويجعل الرساميل من أنحاء العالم تتدفق إلى عدن الحبيبة، لأنها مهيأة لذلك وخلقت لتكون الرائع وليس للخوف والتربص والشعاراتية الممجوجة والادعاء بالحقيقة والعنصرية الوهم والعقيم من زيف الحداثة والتحديث، فيما أنتم رابضون في الفراغ والنفاق والعمالة وكثير من التمترس ضد الآخر ولا تتصالحون حتى مع أنفسكم، فما بالكم بالوطن وأنتم خارجون عنه وأرباب العصيان له ومروجو فتن ومشعلو حروب، وتاريخكم خير شاهد على ذلك.. فمتى كنتم في يوم من الأيام من وئام وحب؟ متى انتميتم لوطن وأنتم من نقيض إلى نقيض، ومن معصية لأخرى، ومن عمالة لأكبر منها، فيما الجنوب يعيش حالة توهان عجيب ولديه ممكنات العز كلها، ولديه ما حباه الله فيه من موارد طبيعية وجغرافيا ساحرة لولا أنكم ترهقونه صعوداً وتعتلون عليه وتتعالون، وباسمه تتاجرون؟!
أيها الكاذبون جهاراً نهاراً: تعرفكم عدن وحاراتها من خلال زنازينكم وفجوركم وبطلان أقوالكم في الوطنية، وتعرفكم ملونين، مخادعين ليس لكم غير الكذب عنواناً وصرف الوعود الوهمية، والأمنيات العسلية، حتى إذا وصلتم مواقع السلطة بغيتم وتجبرتم وكنتم قوماً بورا.. فعلاما تفاخرون أيها الحيارى، يا من تصلون إلى مستوى البغضاء والمجاهرة بالدم وإغلاق الحياة وفرض العصيان المدني إجبارياً لتقفر الشوارع والحياة تتشح بالموت ومن أجل إرضاء من يجزلون العطايا على حساب وطن وشعب وحياة وأرض وكرامة ومن أجل خاطر(طهران) التي تصرف على البيض وإعلامه الخبيث وتسريباته ومخطط الفوضى والانقسام الطائفي والمناطقي.
أيها المرعبون: متى كانت عدن تعرف "زيدي شافعي" أو شمالي جنوبي" وهي بلاد الله متفتحة على كل العالم، تقبل كل الوافد وتحتفي بالتنوع وترى أنها خلقت لتكون مدينة مفتوحة لا يحتكرها مرابٍ ولا دعي أو عميل؟.. متى كانت هذه المدينة الأنيقة منطلق كراهية وبغضاء لولا أنتم وثقافتكم السيئة؟.. فمتى ترعوون وتنصرفون عن غيكم وتدعون الجنوب لأهله الخلص لا ينافق ولا يكره ولا يقبل بالشحناء التي تحاولون تسييجها بقلة من علماء دين همهم كيف يشعلون الحرائق ويرتبون للوجع ويخرجون عن روح الأمة في التواصي والصبر والتراحم والحب ويصير لكل من هؤلاء قوله الذي يؤسس لموت ويعدم حياة وبدون ضمير ولا رقيب يمضي في الدعاء على كل ما هو شمالي باسم محتل واحتلال وهو أمر فيه من الطغيان ما ترجف له القلوب لو أن هناك خشية من الله؟!.. لكنها المنفعة البحتة تطغى على كل ما هو ديني صحيح وتقولب فتاوى من أجل التشذرم والانقسام وتستدعي مواجع وتضخم أحداثاً ويتغابى ثلة العلماء هؤلاء عما لحق الجنوب من ظلم وطغيان من قوى هي اليوم خانعة في العمالة كما كانت أمس تقتل بالهوية وتسجن وتشرد وتذبح وتأسر وفي مقدمة من عانى منهم العلماء الذين لم يكن لهم من وجود إلا ما ندر، وهاهم مرتزقة باسم الدين يدعون لذات القوى بالنصر المؤزر وبإلحاق الأذى باسم النصر على وطن وينافقون المال وينتسبون له ويجعلون القرآن والأحاديث تجري على ألسنتهم بالخداع والتضليل والأراجيف.. هؤلاء العلماء الذين يريدون الدين للتعصب والوقيعة وبث الكراهية ولا يقفون لحظة يحاسبون أنفسهم ويرجعون إلى الكتاب والسنة وما حث عليه ديننا في نبذ كلما يدعو للفرقة، مهما كانت المظالم ومهما كانت المبررات فالدين غايته شريفة وليست أهواء ورغبات وأموالاً يقترفها آثمون ويجدون ما يكذبون على منهاج الله وشرعة.. وإنه من أوجب الواجبات إيقاف الحديث عن الفرقة باسم الدين وكتاب الله، وإن كان لابد من خوض في ذلك فليكن السياسي هو المتحدث وليس كتاب الله وما يرمز إليه دونما تقوى وورع ولكن مجاهرة بالبغضاء والتشرذم.. فأي دين هذا الذي تنطلق منه فئة علماء تقع في رغبات (طهران) وما يجيء منها وما يمده لها من يقدر على منحها لتشوه معالم طريق وهداية وتجعل أجيالاً تقتفي أثراً خطأً باسم هؤلاء الذين يبيحون كل شيء للوصول إلى فك الارتباط من أجل تنفيذ رغبة البيض الذي عليه ما عليه من الدم والقتل والبيع بثمن بخس، ثم نجد عالماً يدعو له بالنصرة ويستغفر الله من كل ذنب وهو رابض في الذنب كله؟!.. لكنه نفاق المال وليس التزود بالتقوى ولو تزودوا بها لكانوا ناصحين أمناء للأمة وليس للجنوب والشمال فقط.. فتعساً لكل كسب حرام ونفاق يروج له باسم الدين.
محمد اللوزي
عدن ليست رهينتكم أيها البؤساء!! 1751