هـذا الرجُـل وبالإشارة إليه.. الرئيس/ عبد ربه منصور هادي يمنــي من رحم الأرض وصلب التــاريخ, أُنجب من رضع الهوية صفواً من كأس النضال ونبع الحس الوطني وتحنك بالانتماء للوطن قدس الهوية.. إنسان عادي في طبعه, طبيعـي جداً في كلامه, لا يتكلف اللُغة المسربلة ولا يبحث عن التكلف في غاباتها, هو قائد في كتيبة التواضع , جندي في فيلق الوطن, مواطن يجسد مفهوم المواطنة المتساوية قولاً وعمـلاً, حزبي لا شك في ذلك في ظل النظام الديمقــراطي والتعددية السياسية الناشئة ولكن حزبه الحقيقي الوطن.
الرئيس هادي.. بحق رجُـل وطني توافقت عليه كل القوى السياسية والثورية والاجتماعية وحتى الحزبية, فاستحق بكل جدارة لقب رجُل المرحلة.. وقبل هذا وذاك فهو يحمل هم الوطن من خلال مواقفه الرصينة التي جسدت مفهوم التوازن, منطلقاً بهذه الرؤية من حس وطني وشعور بمسؤوليته أمام الله وأمام الشعب والوطن.
لستُ هنا مادحاً للرجُــل منتظراً فُتات منصب, بل لستُ بموقع شاعر مقرب من البلاط الرئاسي ينتظر دوره كي يُلقي معلقة في تمجيد صنم وبعد أن ينتهي تحدق عينــاه إلى يدٍ شائلة لتلقي عليه صُـرة من النقود الورقية.. بل لستُ ممن يقدس الأنظمة ويُعظم الأشخاص ولكني ممن يقدس الوطن ويقدر دور العُظماء, كفرض عين.
الرئيس/ عبد ربه منصور ظل يعمل بصمت خلال الفترة السابقة من حكم الثلاث والثلاثين العجاف ويرقُب الوضع بجدية ونظرة ثاقبة للأحداث بمشهدها السياسي وحراكها الثقافي والاجتماعي, وحين أُوكلت إليه مهمة قيادة الوطن وفي مرحلته الحرجة كان على قدر كبير من المسؤولية الوطنية, رغم مطبات المرحلة ومنحنيات الوضع السياسي المترامي الولاءات بين الأفراد والأحزاب والقوى الإقليمية والدولية, حيث كان الرئيس هادي قد اختزل كل تلك الإرهاصات وهذه الانزلاقات التي كادت تقصم ظهر الوطن, فعمل الرجُل بحنكة سياسية وخبرة متراكمة وكرازيمية قيادية على امتصاص التشنج السياسي الداخلي وترويض الأحداث الملتهبة على الساحة الوطنية وتعامل مع الجميع في الداخل من منطلق الحرص على الثوابت وتغليب مصلحة اليمن فوق مصالح الأحزاب والجماعات, فكان محل ثقة وتوافق الجميع من الأصدقاء والخصوم معاً, حيث كان بمثابــة الحل الأمثل في تجسيد ثقافة الواسطية, فعمل بحنكة ولم يسمح لهذا بشد شعــرة معاوية ولا لذاك بإرخائها..
حقـاً إنه رجُل يستحق التقدير, بل هو جدير باحترام كل أبناء الوطن في الداخل والخارج.. حقـــاً إن الأحداث هي وحدها الكفيلة بإظهـار المعادن الإنسانية الأصيلة الخالية من زيف الشوائب السياسية, حيث عمل الرئيس/ عبد ربه منصور على مقاومة التخلف الفكري, بكل مفاهيمه القديمة والمعاصرة, بالحكمة والإيمان وتعامل مع الجهل السياسي المتصلب في استبدادية الرأي وانتهازية المواقف والأحداث بروية وصبر.. الرجُل يتعـرض للضغوط المحلية ويتعامل مع قضاياها الشائكة من منطلق الحرص على الحقوق والواجبات وتغليب مصلحة اليمن, يجيد فن السياسة في التعامل مع الصراع الإقليمي الذي يحاول أن يتخذ من اليمن ميداناً لتنفيذ أجندته وتمرير سياساته.. لا يبصم على عقد زواج جغرافي يخل بالسيادة الوطنية, لا يوقع على اتفاقية تنتقص من الكرامة اليمنية.. تفهم المرحلة وعمل على تجسيد سياسة عدم استعداء الأعداء الخارجيين في هذه المرحلة الحرجة التي تتطلب من الجميع فهم مساراتها المتأبطة واستقراء نتائجها الكارثية التي تتربص باليمن.
تحية لكل القوى اليمنية التي تفهمت وضع الوطن ووقفت إلى جانب القائد.. تحية للرئيس/ عبد ربه منصور.
علي السورقي – شيفيلد المملكة المتحدة
هادي رجُل المرحلة 1401