أصبحت الكهرباء أمراً ضرورياً للغاية بالنسبة للإنسان اليمني كما هي ضرورة لغيره من البشر, فهي لم تعد مبددة لظلام الليل فحسب وبها يستطيع الناس الحركة وقضاء حوائجهم والبيع والشراء والسير ليلاً وإقامة الحفلات في الأندية والميادين وغير ذلك من أمور الحياة, بل صارت تتدخل في جميع شؤون الحياة بالمصانع والمتاجر والآلات والأعمال المكتبية والمنزلية والمستشفيات والمعاملات وغير ذلك يتوقف على التيار الكهربائي سواء كان ذلك في ليل أو نهار.
ونستطيع أن نقول إن الكهرباء أصبحت احد أعمدة الحياة التي لا تقوم إلا بها كالأكل والشرب والهواء ورب قائل يقول إنها تساوي كل ذلك, فالأكل والشرب لا يمكن استوائهما إلا عن طريق الكهرباء والمرضى المحتاجون للتنفس الصناعي لا يستطيعون العيش إلا بذلك وإلا فمصير حياتهم الموت المحقق..
ومع كل هذه الأهمية للكهرباء تثور عدة تساؤلات وهي: لماذا تتعرض الكهرباء دائماً في ليل أو نهار للاعتداءات المتواصلة والمتكررة؟ وما ذنبها؟ وما الجريمة التي ارتكبتها؟ فهل هي قاطع طريق؟ أو معتدية على أنابيب النفط؟ أم قاتل للنفس التي حرمها الله؟.. الجواب: لا, بل هي مزيلة للظلمة وعمود للحياة ومساعدة الطالب في تجهيز واجباته والقاضي في تجهيز أحكامه والمدرس في إعداد دروسه والمختبرات في الكشف عما في الناس من علل وأدواء.
إذن فلماذا تقوم بعض قبائل مأرب العربية الأصيلة ومنها بعض الجدعان احد قبائلها بالاعتداء المتواصل على أبراج الكهرباء ويتسببون في إطفائها يومياً وأسبوعياً ووصل الحال إلى حصول خمسة اعتداءات في (48) ساعة, فالاعتداء على الكهرباء يمثل اعتداء صارخاً ليس على فرد أو أسرة أو مجتمع وإنما على الشعب اليمني برمته, بل على كل صغير أو كبير أو طفل أو مريض أو ذكر أو أنثى.. فاتقوا الله في أنفسكم يا قبائل مأرب ولا تؤذوا إخوانكم في بقية المحافظات, فالضرر يجب إزالته ولا ضرر ولا ضرار في الإسلام, ذلك ما أرشدنا إليه الرسول (صلى الله وعليه وسلم), فقاطع الكهرباء لا يقل في حكمه عن قاتل النفس وقاطع الطريق, أمَّا انه قاتل فلكون المستشفيات مليئة بالمرضى وبانقطاع التيار الكهربائي تتوقف الأجهزة وتسوء حالتهم فيموت البعض, وقاطع طريق لان الكهرباء عندما تنطفي يسهل على اللصوص وقطاع الطرق التحرك بالظلام, فيقومون بالسلب والنهب والحرابة وتتحملون الوزر انتم يا قبائل مأرب فالدين الإسلامي يحرم هذا السلوك وأيضاً العرف والعادة.. فهل تجردتم عن كل القيم والأخلاق؟ فعليكم أن تراجعوا أنفسكم فالتاريخ شاهد عليكم فلا تسلكوا سلوك أجدادكم الذين كفروا بأنعم الله وجحدوا ذلك فأرسل الله عليهم سيل العرم, قال تعالى: (لقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُور)َ.
أحمد محمد نعمان
الإجَرَامُ والعِدَاءُ.. فِي قَطْعِ الكَهْرَبَاءِ!! 1535