لأجل الحوار.. الذي انتظره اليمنيون بشوق وأمل، وانتظروا منه تحقيق آمالهم وأحلامهم، لكن خاب الظن والرجاء ترك الناس أخبار الحوار الوطني، وانفضوا عن متابعة جلساته وبياناته، بعد الانسحابات الهامة لفئات هي ملح الحوار، وهي من يثق بها الناس ويطمئنون لوجودها، وبأنها ستمثلهم خير تمثيل، أما و قد انفض المجلس عن أهم من يؤسسوا لنجاحه، وبقي فيه أهم من يتوقع أن يهدموا بنيانه، فهذه نصيحة وطلب نوجهها لأصحاب القرار.. تحتاج لإرادة حرة قوية.. وهي خطوة حاسمة ستدفع بنجاح الحوار وتعيد ثقة والتفاف الشعب فيه وحوله وتذهب بنا قفزات إلى الأمام.. وهي: إيقاف ومحاكمة القتلة الآن.. نقول: أن كان أصحاب القرار يريدون صدقاً للحوار الوطني أن ينجح، ويحل مشاكل اليمن، وأن تحقن دماء اليمنيين وتطفئ نيران الفتن التي تشتعل هنا وهناك، نخاطبهم.. نناشدهم ..ونقول : لأجل الثورة، لأجل عيون أنبل من أنجبتهم الأرض اليمنية ..شباب الثورة.. الذين رأيناهم في جمعة الكرامة ..كيف يتقافزون فوق جدار الموت.. الذي أقامه القتلة المجرمون ليخفوا وجوههم الآثمة.. ورأينا الشباب الطاهر يتسابقون نحو القناصة ونحو رجال الأمن المركزي (شركاء وحماة الجريمة) ..يا شبابنا الحر العظيم.. لأجلكم.. لأجل دمكم الغالي.. نناشد الأخ الرئيس .. إصدار قرار قوي فوري بإيقاف أحمد و يحي وعمار وطارق عن العمل.. أي عمل ،(لأن أي عمل يقومون به الآن، وغداً، وكل يوم.. وكل ساعة، ليس لمصلحة اليمن ولا لمصلحة شعبها الذي انتفض عليهم وعلى ظلمهم وطغيانهم), أوقفوا هؤلاء بشكل قاطع ونهائي الآن ..هؤلاء قتلة ..نعلم كل واحد منهم..(بالإضافة إلى انهم قتلة).. كم هو غرقان في قضايا نهب وخيانة لأموال وثروات الشعب اليمني منذ أن ولدته امه إلى يومنا هذا.. فلا يصح ، وليس منطقي أن يظلوا في أي مناصب رسمية أو يمارسوا حياتهم العملية كأنهم مواطنين عاديين لم ينتسبوا يوماً إلى الحكم، والسلطة والنفوذ.. راعوا مشاعر أبناء اليمن يا سادة، الناس الذين اكتووا وحرقت قلوبهم على فلذات أكبادهم على يد هؤلاء.. يجب أن تراعي القيادة الجديدة مشاعر شعبنا.. وتحترم مطالبه العادلة المحقة.. وكفى تجاهلاً واستهتاراً.
هادي بيدك القرار.. ضع العالم والمجتمع الدولي ورعاة المبادرة والعالم أجمع والجن والأنس وضع كل هؤلاء جانباً.. وفقط، أنصت لشعبك الذي قام بأعظم ثورة ..شعبك يطلب منك تقديم القتلة للقصاص.. كل القتلة، وكل من شارك في سرقة حياة اليمنيين وأحلامهم ومستقبلهم ..هل هذا كثير.. قولك في الافتتاح: على جميع الأطراف تقديم التضحيات وتنازلات قد تكون مؤلمة.. هذا فيه تجني على الشعب، على الناس، كيف تساوي بين الضحية والجلاد.. أنظر حولك.. سترى صفين.. فريقين.. كلاً منهما يمضي في طريق يختلف عن الآخر.. طريقان.. لن يلتقوا أبداً.
طريق الشعب 25مليون إنسان.. وطريق العائلة المستبدة وأعوانهم وأتباعهم وعصابات المرتزقة التي تخدمهم مقابل المال والنفوذ، التي دمرت البلد وقتلت خيرة أبنائه بدم بارد.. هذا هو مفترق الطرق بكل بساطة ووضوح.. ليس أمامك غيره مهما حاولت أن تؤجل المواجهة ،والاختيار، فانك بذلك إنما تضيع وقتك ووقتنا ..فمن تختار.. يا سيادة الرئيس، الرئيس الذي زحفنا نحو صناديق الانتخابات في فبراير2012م بالملايين، تسبقنا أحلامنا.. وآمالنا.. لنعطيك أصواتنا وثقتنا فلا تخذلنا يا سيادة الرئيس.. وأنت إن فعلت، فإنك أنت الخسران.. وليس نحن.
صاحب نظرية قلع العداد،(الذي يبدو أنه كان نذير شؤم على سيده المخلوع، إذ ما أن طلع على الناس بهذه الفكرة إلا وقامت واجتاحت ثورات الربيع العربي ارض العرب.. وأطاحت به وبسيده وبالعائلة وبالنظام كله بفضل الله)..هذا الرجل ،لا يصح ولا يجب أن يكون موجوداً الآن في مؤتمر حوار يفترض أنه يهدف ويؤسس لبناء يمن جديد، يمن آخر.. يؤسس فيه للتداول السلمي للسطلة والحكم ..يا صاحب قلع العداد.. لا تجتمع نظريتك ونظرتك في الحياة وهي قلع العداد عن محاسبة(الحاكم ) ليظل يحكمنا ويسيطر بالقوة على سلطتنا وبلدنا مدى الحياة.. لا تجتمع نظريتك تلك مع المكان الذي أنت فيه الآن، المكان الذي سيضع لليمن نظرية جديدة.. تختلف كلياً عن نظريتك.. نظرية ومبدأ ينص على التداول السلمي للسلطة الذي لا تؤمن به أنت أصلاً.. فكيف يجتمع ضدان في مكان واحد؟!.. لكن، ما نفعل؟.. هذا هو زمان النفاق والكذب واللا عدالة، زمان لا توضع فيه الأمور في مكانها الصحيح.. ولا يوضع فيه الرجال الحقيقيون .. في الأماكن التي يستحقون.
لينا صالح موسى
نبض القلوب الثائرة هل ينصفنا الحوار؟ 1594