مررتُ اليوم بما كان يُعرف سابقاً بـ(ساحة التغيير) المجاورة لجامعة صنعاء وحزنتُ حزناً شديداً!, فقد تحولت إلى مجرد (مكان) أو (ساحة) لبيع بعض السلع الاستهلاكية الكمالية!, بعد أن كانت صانعة للفعل الثوري, وحاضنةً لهُ!..
لقد كانت ساحاتٍ (للتغيير), وميادينَ (للحرية), كما أننا عرفناها (حاضنة للفعل الثوري), ثم أصبحت مجرد أمكنة (مُعلِمةً) بوجود ثورة, كما أسلفت, ثم ساحات وميادين لتبادل (الشعارات الثورية)!, وها هي الآن غدت بمثابة (سوق) لبيع البضائع وابتياعها..
إنها لم تعد سوى (سوق) و(شارع) لا يبيضهما إلاّ دماء الشهداء, وأنين الجرحى, وآهات المعتقلين!..
عزاؤنا أنها (ساحاتٌ) و(ميادين) احتضنت (ذكريات ثورية), كما أننا على ثقةٍ بأن حرائرنا وأحرارنا سيعيدون الكّرة وسيمرون منها, في المستقبل القريب؛ ليعلنوا (من جديد) رفضهم للفساد والاستبداد, وسيغدو لسان حالهم وحالنا (ثورة تلد أخرى)..
إنها ثورة شبابية سلمية, حُورت إلى (تسوية سياسية), ولكنها ستلد ثورة (ثقافية) و(اجتماعية) في آن.
وفي هذا الصدد نُذّكر ونقول لمن خذلنا:
يا هؤلاء: اعلموا أن التغيير قادمٌ.. قادم.. إنها ثورةٌ, وإن حورتموها, وأزمتموها!.. سنعيد الكَرة بسلمية شبابنا, ووعيهم, وصلابة إرادتهم.
د. محمد الظاهري
ساحاتٌ وميادين كانت هنا! 1811