إن الفعل الثوري وتضحيات الشباب والضغط الشعبي المباشر والغير مباشر هو الخيار الصائب والقوي واثبت أنه الخيار الذي يمكنه أن يفرض استمراراً للتغيير ومنع عودة الفساد من بوابات الثورة وباسمها، إنها المعادلة الموضوعية بتأثيراتها على المعادلة السياسية الراهنة ومكوناتها بصورة أو بأخرى، وبخاصة فيما يتعلق بالقرارات السيادية الجوهرية التي أملتها إرادة الشعب الثورية، وما ضحى الناس في الثورة إلا من أجل إعداد دولة مدنية لليمن، والتمهيد لذلك، وإن في شكل خطوات أو قرارات جمهورية تتصدر تباعاً وتتوافق بما تستدعيه مرحلة مختلفة من ردم الفجوات، ووأد القطائع التي مثلت إشكاليات..
إن إرادة الشعب الثورية والسياسية في اليمن تعمل الآن على تفكيك مركزية الغطرسة وعصبوية تحالفاتها التاريخية التي بقيت محل رهان عوامل جغرافية وسياسية، وتتعزز إرادة الدولة التي يطالب بها الشعب ويقف متناغماً على طريق تحقيقها، وإن من خلف قرارات من شأنها أن تفرز نفسها اليوم أو غداً عبر تأثيراتها وعواملها الداخلية والخارجية كحالة وطنية تعد بتأسيس ثقافة دستورية جديدة وغير مألوفة في ديباجات ما تكرس طوال أكثر من 33 عاماً مضت، ومؤتمر الحوار الوطني مظهر من مظاهر اللا مألوف في اليمن بمكوناته، ولأول مرة يتحاور الشباب والشابات والرجال والنساء، وكل الأطراف المتصارعة، وبصرف النظر عن التصنيفات أو التأويلات المختلفة هنا أو هناك، فقد مهدت الثورة للعوامل المساعدة على تقبل التغيير من الإرادة الوطنية التي يجب أن تعلو على كل ما عداها، كأرضية ولولاها لما تهيأت الظروف أو أمكن زحزحة العصاة .إن الحالة اليمنية اليوم تتجلى أكثر وضوحاً ربما في استعادة ثقة الثورة كفعل مدني بمصداقية حضوره، كما لدى فصيل واسع في المجتمع، وبخاصة فئات ما وصفت بالصامتة أو المتحفظة ممن رافق مزاجها أحوال وشواهد وتقاطعات لقوى بعينها مع الثورة، ومن هنا فثقة هذه الفئة الصامتة تتعزز اليوم بحجم وتأثيرات التغيرات التي أخرجتنا من مآزق وإنفاق مظلمة و قطائع مزمنة طالما صنعتها وظلت تصنعها غالباً معادلة المصالح برافعة السياسة وحسابات مراكز القوى.
إن الرئيس هادي استند إلى دعم الخارج ولكن دعم الخارج مساعد ,أما الحاسم هو دعم إرادة الشعب من الداخل، واستطاع إعادة بناء العديد من الأركان المهدمة في نفوس الشعب التي فقد الشعب الأمل بالانتصار على مراكز النفوذ التي انتزعت من قلوبنا أي بصيص للأمل وعندما اتخذ القرار التاريخي بهدم أوكار تلك القوى ,التي تحولت إلى مقابر للنفوذ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
محمد سيف عبدالله العدينى
الاستهانة بثورة الشعب وتوجهه للتغيير قمة الجهل والغباء 1389