alnawras85@hotmail.com
إنهم في قاعة مغلقة منذ أيام يتحاورون لرسم معالم الدولة المدنية الجديدة.؟ نعم " هكذا نسمع في وسائل الإعلام"!, إنهم مجرد مزايدين وأجساد فقط تفتح جيوبها لتلقي الأموال المدفوعة مقابل الحضور, وأجساد أخرى كانت في طليعة من حرض على قتل الشباب, وأخرى كانت لها اليد الطويلة في إزهاق كل روح, وإعاقة كل مجروح.. "هكذا أيضاً نسمع في وسائل الإعلام"!.
خرج الشباب في ثورة في كل أرض يمنية ولكن الاهتمام صب في القضية الجنوبية وقضية صعدة!.. طيب أين مدينة حجة التي تأتي أخيراً في كل شيء؟ أين تعز الممهورة بالوجع الخرافي المقيم على الدوام؟ أين إب وتمشيخ الأنذال فيها وإقامة السجون لكل مخالف؟ أين الحديدة في البؤس الذي صبرت عليه لعقود؟ أين بقية المدن اليمنية التي أرهقت وتكبدت الويل والعناء؟, هل يعني أن بقية المدن اليمنية في نعيم حتى يكثر اللغط في قضيتين لا ننكر عدالتهما وحقهما في المعالجة, لكن نستنكر أن تطغى القضيتان على بقية قضايا المدن الأخرى أو تلك التي تمس الوطن ككل!.
أعتقد ان الثورات في زمننا يكسب نتائجها طرف, لنرى بعين المراقبة, مثلاً في سوريا الثورة السورية استفاد منها الشعب الكردي, إذ حصل على بطاقة الهوية بعد ان عاش لدهر بورقة لا تسمن ولا تغني من جوع, بينما سوريا تدمر بأكملها الآن.. في اليمن كذلك لم تبرز سوى قضيتين اثنتين, هما القضية الجنوبية وقضية صعدة!, وتوفير الإعلام لكل صغيرة وكبيرة تخصهما وتناسي أوجاع بلد يعاني بكل جزئياته.. كناشد للدولة المدنية سأناضل من آجل إرجاع كل حقوق البشر في أي مكان شريطة أن لا يطغى طرف على طرف, وكلي إيمان وثقة بما حدث من؟ ظلم في الجنوب وما خلفته حروب صعدة. لكن يؤسفني استثمار القضايا واختزالها.
حقيقة أكثر ما يبعث بالأمل ان الرئيس هادي بدأ بالخروج من عنق التردد وبدأ يدرك ان إنقاذ اليمن في هذه الفترة الانتقالية مرهون بشجاعته باتخاذ القرارات الهامة التي تصب في صالح الوطن وتعمل على تخليص البشر من الهم والنكد.
هل نتعشم أن الحوار سيخرج بآلية لتطوير المنهاج التعليمية لتصبح " موارد تعليم لا تجهيل وامتهان لعقول الطلاب!", بالإضافة إلى إيقاف الفساد في المؤسسات التعليمية, كونها الأساس في إنهاء الكثير من ظواهر الفساد في كل مؤسسات الدولة.
يا متحاورون: طالما وأنتم ستخرجون بـ " هبشة " دولارات بعد انتهاء الحوار والبرطعة ستة أشهر بين الفنادق والقاعات متناولين ما لذ وطاب, دعونا نرى منكم ما يجعل الوطن مبتسماً, مالم فغضبنا عليكم لن يزول ولن تحميكم أي قوة من سهام دعوة المظلومين الذين ما أكثرهم في وطني, وقد تتساءلون يوماً عما كنتم تتحاورن؟!؟
أحمد حمود الأثوري
حقول ملغمة عما كانوا يتحاورون؟! 1646