;
فكري عبداللطيف الشرماني
فكري عبداللطيف الشرماني

المغترب اليمني بين تخاذل الداخل وظلم الخارج 1830

2013-04-16 18:33:39


الاغتراب عن الوطن بحد ذاته كارثة ومأساة بحق الشعوب التي تهاجر منها هرباً من الأوضاع الاقتصادية والسياسية إجبارياً للبحث عن بلد آمن من خلاله يوفرون لهم ومن يعولون لقمة العيش فاليمنيون يغتربون في عدد كبير من الدول العربية والعالمية ويتركز العدد الكبير منهم في دول الجوار وبالأخص الشقيقة السعودية بحكم الجوار, فالغربة كما يقولون في المثل الشعبي "كربه " وهي مواجع وآلام وأحزان مهما كان حجم الدخل الذي يحصل عليه المغترب هنا وهناك لأن الحنين للوطن والاشتياق للأهل والأحبة لا يعوضه شيء مهما كان حجمه والأخطر في الموضوع هو أن يتعرض مغتربونا لمعاملات قاسية وسن قوانين سيئة وجائرة وظالمة تنتهك حقوقهم وحرياتهم وتحرمهم من مزاولة أعمالهم وتضع العراقيل الكثيرة في طريقهم وتتحايل على دخولهم وأرباحهم تحت مسميات كثيرة وبين الفينة والأخـرى يظهر لهم قانون العمل وأخـرى التأمين الصحي والتجديد السنوي ومرةً بحجة العمل مع الكفيل الذي لم يبقِ للمغترب من دخله سوى الفتات وتحول من عائل لأسرته في اليمن إلى عائل لهذا الكفيل وليس بخافٍ على الجميع ما يحدث في الجارة السعودية من مضايقات لإخواننا المغتربين وصل الأمر في الأيام القليلة والماضية إلى امتهان كرامة المغترب بشكل عام والمغترب اليمني بشكل خاص.. وهنا يعود السبب إلى عدة عوامل أبرزها: تخاذل الدخل بكل مكوناته الرسمية والشعبية ابتداءً من رئيس البلد والحكومة والوزارات المعنيـة بالمغترب رغـم تعددها وكذلك الشعب المقهور الذي لا حول له ولا قوة وهنا أود أن أشير إلى أن الخلاف بين تلك الوزارة ليس في صالح المغترب وإنما من أجل تنازع الاختصاصات والصلاحيات والخلافات الكبيرة حول المخصصات المالية الكبيرة المرصودة لتلك الوزارات وأما بالنسبة لما يحدث للمغترب فلا ناقة لهم ولا جمل وكل يرمي باللوم على الآخر وهنا تضيع حقوق المغتربين في دهاليز تلك الوزارات رغم الاستغاثات والنداءات المتكررة من قبل المغتربين ولا مجيب..
 وهنا فلا بد من توحيد تلك الوزارة تحت مسمى واحد لكي لا تتكرر المأساة مرةً أخرى ولنظام المخلوع الساقط النصيب الأكبر في إذلال أبناء الشعب في الداخل والخارج من خلال سياسته الخاطئة والمتكررة ومواقفه المتباينة حول كثير من القضايا وبالأخص موقفه من أزمة الخليج وما رافقها من كارثة إنسانية واقتصادية للشعب اليمني الذي ما يزال يتجرع مرارتها حتى اليوم منذ عاد إلى أرض الوطن آنذاك أكثر من اثني مليون مغترب لتفرض المملكة نظام الكفالة من ذلكم الحين على المغترب اليمني ليدفع الشعب الثمن مرةً بعد أخرى وأوصل الشعب اليمني وعملته إلى الحضيض لتصبح بلادنا من الدول الفاشلة بشهادة القاصي والداني..
 وبالأخير نوجه الشكر والتقدير لكل من تفاعل مع هذه القضية الهامة من صحف وقنوات وجهات رسمية وشعبية وأحزاب ومنظمات وبالأخص شباب الثورة الذين سموا إحدى جمعهم بجمعة "دعم المغتربين"، ولـذا فلا بد من تحرك عاجل وسريع على المستوى الرسمي والشعبي حتى لا نترك المغترب اليمني لقمةً سائغةً, ليمارس عليه أنواع الظلم الخارجي وبتجاهلنا عنه يشكل له الظلم الأكبر بعينه وإلا فلا داعي لوجود تلك الوزارات والسفارات والقنصليات التي تتكلم باسم المغترب وتمثله لأن معاناته قد وصلت حدوداً لا تـطاق وحتى لا يفقد أمله بأبناء شعبه, فلنكن جميعاً مشاركين في الدفاع عنهم كلٌ فيما يخصه وحتى لا يقع الفأس بالرأس مرةً أخرى ، وعندها نندم يوم لا ينفع النـدم ، يا رئيس وحكومة البلد.


 
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد