اختلافات كثيرة ووجهات نظر متنوعة بين الجماهير في تأييد ما جرى في 21 فبراير، هناك معارضون، وهناك من الناس من هم وسطيين يحبون من يقوم بإصلاح البلاد ،وعدد قليل من مدفوعي الأجر يستخدمهم البعض لكي يدعم وجهة نظره الشخصية في شيء معين ،وبذلك يقنع نفسه بأنه على صواب حتى ولو كانت النتيجة سلبية بالشعارات الكاذبة، من حكم الجنوب في السابق لم يتركوا الشعب الجنوبي يقرر مصيره، كانوا فاشلين خلال الفترة من 67 إلى 90م.. شأنهم في ذلك شأن من حكموا الوطن في الشمال الذين كان فشلهم ذريعاً وأسوأ بكثير من زملائهم في الجنوب، لقد مر اليمن بأوقات عصيبة ،وكان بلدنا الحبيب سيء الحظ تماماً فيمن يحكمه، ،في الجنوب مثلا.. كان الرفاق يوهمون الشعب بالخير القادم والمنجزات العملاقة(الكاذبة)، يأكلون البرسيم بجانب بحر صيرة ويقنعونا أن البحر مُراقي (مرق) والسفينة دجاجة. وكذلك هو الحال في عموم اليمن شمالاً وجنوبا ،كل يوم كانت الدنيا تتقدم علميا وتكنولوجياً، ونحن نتأخر مشغولين بمشاكلنا التي لا تنتهي . حياتنا مأساة لا تنتهي حتى الآن، لكن سيظل هناك امل بأذن الله .. بدون الأمل يضيع الإنسان ويقع في مطبات التحديات الصعبة والأمراض النفسية.. إن الشخصية الناجحة التي نحتاجها لتقود سفينتا المرهقة، هي التي تعرف أن الأمل هو بداية التقدم.. ومهما كانت المؤثرات والظروف لا تيأس وتستنفذ كل الوسائل الممكنة وتصبر صبرا جميلا ،فلولا وجود الأمل لتوقف كل شيء ولما حاول أي إنسان أن يفكر بالتغيير والتقدم، ولأني من أبناء م/أبين, أشعر بتحيز كبير لمحافظتي (وهو تحيز منصف وصادق)واعرف كم هم عظماء أبناء أبين وشبوة، هاتان المحافظتان تحديداً جذور أبنائها وشخصيتهم تنبع من حب الله والوطن ،والتوكل حق التوكل عليه سبحانه، والاعتقاد التام أن الله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملا، أبناؤها أبطال حقيقيون تنكشف سماتهم النبيلة ونصاعة معدنهم الذهبي في الشدائد والمحن التي تمر على الوطن، تراهم أول من يكون في وجه مدفع الغدر، وأول من يتصدى للعدوان على الوطن، يقدمون التضحيات الجبارة بلا مَنَ أو تذمر، لأن هذا وطنهم ،ترخص له كل الدماء والتضحيات.. أبين هي مصنع الرجال كما قيل في السابق، وما جرى لأبين في 2011م من قبل المخلوع وعصاباته وعصابات الشر التي ارتكبت جرائم يشيب لها الولدان في أبين ،لهو خير دليل على عظمة هذه المحافظة اليمنية الباسلة. إننا كجزء كبير جداً من أبناء الجنوب(وأزعم أن أغلب الجنوبيين كذلك)لا نريد من يريد أن يرمينا في أحضان الشيعة، أو أحضان الشيوعية، أو أحضان الحوثية، لا نقبل ولا نريد لنا حضناً غير حضن بلدنا اليمن الحبيب، مخلصين له وولاؤنا لليمن فقط لا لأي دول أو قوى خارجية، عندما قررت أن أكتب هذه الرسالة كان عليَ أن أبحث في أسباب الأمور, لكي أكون على بينة ومعرفة كيف يفكر الناس حولي، فقابلت أناساً كثيرين من مختلف المحافظات والطبقات وكنت اسألهم نفس الأسئلة: هل تريد أن تكون وحدوياً ؟ فكانت الإجابة وبدون أي مبالغة في الأكثرية الغالبة: نعم. بشرط تحقيق أهداف الثورة الشعبية الشبابية السلمية، لأنها وحدها الضمانة والأمل الذي استعاد اليمنيون فيها كرامتهم وثقتهم بالمستقبل القادم الجميل بإذن الله .
أحمد الدادوح السعيدي
يمانيون حتى النخاع 1571