سبق وأن تحدثت عن المناقصة التي كانت بشأن شراء طاقة كهربائية واليوم أعيد ما قلته سابقاً.. إن اعتراض مجلس الوزراء واللجنة العليا للمناقصات على تلك المناقصات يجعلهما مسئولين مسئولية كاملة عن معاناة أبناء المحافظات الجنوبية وتحديداً أبناء عدن، ها هي النتيجة المرجوة من ذلك الاعتراض الغير مبرر، انقطاعات متكررة ولساعات طويلة والمشكلة الكبرى أن المناقصة التي تم الاعتراض عليها عادوا بعد ذلك ووافقوا عليها وعلى نفس الشركة ولكن بدلاً من شراء 130 ميجاوات نقصت إلى 90 ميجاوات وبدلاً من السعر السابق 4.2 سنت من الدولار سعر الكيلووات ساعة أصبح 4.5 سنت من الدولار سعر الكيلووات ساعة وعند احتساب الفارق في السعر بين المناقصتين الأولى والمعادة فقد بلغ مبلغ الزيادة 7 ملايين و200 الف دولار، يعني زاد السعر وقلت الطاقة من 130 إلى 90 بفارق 4 ميجاوات..
هذه المعلومة جاءت على لسان المهندس/ خليل عبدالملك – مدير عام كهرباء عدن، إذ صرح بذلك لصحيفة 14 أكتوبر.
لك أن تتخيل عزيزي القارئ العجز في الطاقة 40 ميجاوات مع زيادة في السعر؟! ماذا نسمي ذلك بالله عليكم، كانت الطاقة المشتراة 130 ميجاوات وبسعر أقل والآن تنقص الطاقة المشتراة 40 ميجاوات وبزيادة في السعر 7 ملايين دولار، يعني سرقة في وضح النهار!!.. لو كانت الشركة تغيرت ربما كان الأمر سيختلف ولكن نفس المناقصة ونفس الشركة مع زيادة في السعر ونقص في الطاقة، هذا يسمى تسيباً ولعباً بالمال العام والآن المواطن يعاني من التأخير بسبب هذه التصرفات الغير مبررة والتي تؤكد أن شيئاً لم يتغير.
في السابق كنا نحمل النظام السابق المسئولية في تردي الأوضاع في المؤسسة العامة للكهرباء وأيضاً نطالب بوقف الفساد الذي ارهق هذه المؤسسة واليوم الحكومة الجديدة ماذا فعلت؟!.. اتبعت نفس النهج السابق دون استحياء "وعلى عينك يا تاجر 7 ملايين زيادة يا بلاشاه"!!
يا أستاذ باسندوة: عرقلت مناقصة وتسببت في تأخير العمل وجعلت الناس يبكون بحرارة الصيف الخانق، كل ذلك لصالح من؟!.
من المفروض أن الاعتراض سيكون لتصحيح خطأ في المناقصة ولكن اتضح أنه كان لفعل الخطأ، الكل يعلم أن المحافظات الجنوبية في هذه الأيام مناخها لا يحتمل، فالصيف يضيق الخناق على المواطنين وطلابنا على وشك الاستعداد للامتحانات الوزارية (التاسع والثانوي) ودائماً ما تكون استعداداتهم تتم في ظروف صعبة مع تلك الانقطاعات المتكررة، لقد أصبحت الشوارع هي ملجأ المواطنين للهروب من حرارة الجو، فما إن تنطفئ الكهرباء حتى يخرج الرجال إلى الشارع بحثاً عن الهواء.
إلى متى سيظل أبناء عدن يعانون؟!!.. بالأمس كنت قد استنكرت بعض الأفعال كإحراق إطارات السيارات وأغلاق بعض الشوارع ولكني في ذات الوقت أقدر مدى الغضب الذي يعتريهم جراء تلك الانقطاعات لساعات طويلة، والتمس لهم العذر.. وكان الله في عون الجميع.
كروان الشرجبي
فساد عيني عينك 1618