جاءت المبادرة الخليجية تتضمن في محتواها أن ينتخب رئيس توافقي ولمدة عامين فقط ومن ثم تجرى انتخابات تنافسية؛ هنا أظن أن المبادرة الخليجية قد ضعفت عند هذا البند وذلك لأن قضايا اليمن المتراكمة منذ عقود قضايا جميعها ليست بالهينة وهي بحاجة إلى أكثر من عامين حتى تحل هذه القضايا بطريقة صحيحة, أما أننا نعطي كل قضية منها علاجاً مسكناً ومن ثم نأتي بعد سنوات لنبحث لها عن حل فهذا أمر غير مقبول..
العجيب أن هناك من يتحدث عن انتخابات في شهر فبراير القادم, صحيح أن المبادرة الخليجية تقول ذلك, لكن المرحلة تستدعي أن نكف عن مثل هذا الكلام الغير منطقي؛ فما الذي تغير وما هي القضايا التي احتلت حتى نذهب إلى إجراء الانتخابات.. الحوار الوطن انطلق وهو مستمر الآن ولكن لم نرى له مخرجات؛ ولم نعلم بعد عن نوع الدستور وعن شكل الدولة المستقبلية؛ أيضاً اللجنة المشكلة من قبل رئيس الجمهورية بشأن إعادة الأراضي والمسرحين من وظائفهم قسرا من أبناء المحافظات الجنوبية نرى أنها لم تنجز عملها؛ صعدة هي الأخرى إلى يومنا هذا لم تعود إلى حضن الدولة الأم, فكيف نتحدث عن انتخابات تجرى بعد عشرة أشهر من الآن.
أعتقد أن المرحلة تقتضي ضرورة التمديد للرئيس هادي حتى نتمكن جميعاً من تجاوز المرحلة الحالية على أسس سليمة ونسعى إلى التحضير لمرحلة قادمة تكون أكثر قابلية للعيش فيها, كما يريد ويتمنى الجميع، كما أنني هنا استغرب من بعض التصريحات لبعض سفراء دول الغرب والتي يتحدثون فيها عن عدم التمديد للرئيس هادي وأن الانتخابات يجب أن تجرى في وقتها المحدد مثل هذه التصريحات تعد في حقيقة الأمر تدخل سافر في الشأن اليمني وغلو وتطرف في حق الرجل الأول للدولة حتى وأن نصت المبادرة الخليجية على ذلك فإذا كانت مصلحة البلد تقتضي ذلك يا سعادة السفير أي أن يتم التمديد للرئيس هادي على حسب المدة التي تقتضيها مصلحة البلد فليكن هذا؛ هل تريد أن نتخلى عن ذلك ونتًبع وجهة نظرك الخاصة؟.
أقول لكل من يتحدث عن إجراء الانتخابات في وقتها المحدد: أنتم تريدون أنه ومن الآن يجب على كل من يريد أن يرشح للرئاسة أن يحضًر نفسه من الآن ويعد برنامجه الانتخابي ويفكر جيداً من أين تبدأ انطلاقة حملته الانتخابية؛ إذا كنتم تريدون ذلك فنحن نريد وطناً آمناً ومستقراً, نريد دستور يكفل للمواطن حقه ويحميه, نريد أيضاً للقضية الجنوبية وقضية صعدة أن تحلا بشكل حقيقي نريد أن تطمئن قلوبنا لشكل الدولة القادمة وأن تكون مخرجات الحوار ناجحة وفعالة, فإذا حصلنا على كل ذلك فليس هناك مشكلة لأن نفكر فيما تفكرون فيه, ويبق هناك فرق بين من يسعى ويحن إلى كرسي الحكم وبين من يتمنى أن يكون له وطن ينعم فيه ويحفظ كرامته.
m.al-sharify@hotmail.com
محسن فضل
الرئيس هادي.. وحكمه في عامين! 1483