حينما يحين التفاضل بين الموظفين -في بيئات العمل المختلفة- فإن أكثر ما يتأثر هم العمال, لأنهم الحلقة الأضعف في موازين العمل الإنتاجي, فيتهاوى الكثير منهم تحت وطأة ضربات التغيير, خاصة ممن لا يملكون مهارات علمية كافية تدفعهم ولو قليلاً إلى الأمام ومع هذا يظل الأغلبية ضحية أنفسهم ,فلا هم أكملوا تعليمهم الدراسي المنتظم ولا هم تعلموا في معاهد التدريب المهني المتخصص, ويبقى صاحب الشهادة والتخصص سيد الموقف وكلما كان صاحب تخصص علمي أفضل كان الرقم الصعب الذي يتمسك به أرباب العمل وربما لا يغادر وطنه لأن الكوادر العلمية هم الثروة الحقيقية لأوطانهم , وفي ظل السياسة التعليمية الطاردة –سابقاً والمستمرة حتى الآن- وعلى وقع عبارة (ماذا فعل المتعلمون السابقون) انساق الكثير من الأبناء وبدافع قوي من الأسرة والمجتمع وراء تلك الخطيئة وغادروا مواقع التعليم ليصبحوا مجرد عمال؛ وقد كان بإمكانهم أن يكونوا أكبر من ذلك لو أنهم قرأوا الواقع قراءة صحيحة, ليجدوا أنفسهم مهمشين في عالم يتسابق فيه البشر نحو تقديم أقوى تكنولوجيا التأريخ وليسجلوا لأنفسهم في درب التقدم نجاحات تتفاخر بها الأجيال أمام العالم , ومع هذا الواقع التعليمي المخيف رأينا بعض الآباء أكثر تعلماً من أبنائهم لينتهي حلم الآباء بأن يكون أبناؤهم أفضل منهم على صخرة الواقع المؤلم.
إن أكبر خطأ ممكن أن يحدث أن يتخلى أحدهم عن حقه في التعليم, خاصة أولئك الذين لم تكن الحاجة المادية عائقاً أمام تعليمهم, مع عدم إعفاء أصحاب الحاجة من ذلك ,فكثير من علماء العالم كانوا فقراء, لكنهم أصبحوا أغنياء بفضل الله ثم باجتهادهم , لذا كان من الطبيعي- حينما تفرض الدول الأخرى قرارات تنظم عمل العمالة الوافدة إليها- أن يتأثر العمال, لأنه بعدم امتلاكهم لشهادات علمية أو مهنية يصحبوا غير ذي قيمة في معادلة النمو الاقتصادي للمجتمع , لذا كان لابد من تدارك الأمر والاهتمام بالتعليم كأول درجة في سلم الصعود نحو القمة واستعادة المجد , كما أنه مازال في الوقت متسعاً لمن أراد أن يواصل تعليمه, فالعمر- قطعاً- ليس عائقاً أمام التعليم كما يخبرنا التاريخ, لكن الإرادة والعزيمة المتولدتان من همة عالية لا ترضى بالدونية تدفعان نحو المعالي.. إننا أمام مهمة تغيرية شاملة تستهدف تطوير ذواتنا والصعود بمن حولنا لنكون في الموقع الأجدر بنا ونحن أبناء حضارة عظيمة سجلها التاريخ في أبهى صفحاته وإنا على ذلك لقادرون.
تغريدة
إن التطور التكنولوجي المتسارع, الذي يشهده العالم, يفرض على الجميع التقدم المتواصل نحو آفاق العلم والمعرفة.
توفيق الخليدي
تداركوا الأمر بتغيير واقعكم 1722